قال الباحث والمفكر إدريس الكنبوري أن « بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية بدأوا يحولون عبد الإله بنكيران إلى أسطورة. لأول مرة أرى هجوما على قياديين آخرين من نفس الحزب، مثل مصطفى الرميد وعبد العزيز رباح، والسبب انتقادهم لبنكيران واعتراضهم على الولاية الثالثة الشهيرة. الواقع أن هؤلاء بدأوا يفقدون عقولهم ويسلمونها إلى بنكيران، الذي تحول إلى شيخ، مع أنه يفتقد أدنى المواصفات التي تجعله شيخا. » وأضاف الكنبوري في تدوينة له على الفيسوك مساء أمس الأحد أن « هؤلاء أصبحوا يعتبرون أي انتقاد لبنكيران اصطفافا مع « المخزن ». إذا كان المخزن هو البنية العميقة التي تتحكم في البنية السطحية فإن حزب العدالة والتنمية صار له مخزنه الخاص. المخزن اليوم يريد ضمان ولاية ثالثة بأي ثمن، حتى لو كان الثمن المناورات والدسائس والاتهام بالخيانة. ليس المخزن في الحقيقة سوى العقلية البئيسة التي ترفض التجديد وتحول الأشخاص إلى أوثان. « وتابع ذات المتحدث مؤكدا على أن « عقلية المؤامرة عند بعض أتباع حزب العدالة والتنمية عقلية خطيرة. كل صاحب رأي متهم لأن النقد تدنيس للمقدس، وهكذا يُتهم الذين ينتقدون الولاية الثالثة فقط لأنهم يرفضونها، وهذا أغرب شيء يمكن أن يحصل داخل حزب ينعت نفسه بالإسلامي، وهو اعتبار التمديد مشروعا والتداول الديمقراطي جريمة. في جميع الأحزاب في العالم كله يعتبر التمديد خارج القوانين الداخلية جريمة ضد الديمقراطية، ما عدا في حزب العدالة والتنمية. والذين ينتقدون التمديد اليوم متواطؤون. » وأردف الباحث السياسي معتبرا أن « هذه عقلية غير ديمقراطية تعطينا مؤشرات خطيرة، من بينها أن الإسلاميين يمكن أن ينقلبوا رأسا على عقب، وأنهم غير مستقرين على الأدبيات الديمقراطية، وأن المبدأ يمكن أن يصبح خيانة، وذلك بحسب الظروف السياسية والمزاج الشخصي. » وللإشارة فإن حزب العدالة والتنمية يعيش الان صراعا غير مسبوق؛ وذلك في إطار الحرب المفتوحة التي تسبب في اندلاعها بين « الإخوان » حول تعديل النظام الأساسي للحزب الذي يقود الحكومة بهدف فتح المجال أمام ولاية ثالثة للأمين العام الحالي عبد الإله بنكيران.