في سنة 1994، طلبت المجموعة الأوربية من خبرائها إنجاز تقرير شامل ودقيق حول حجم زراعة الكيف وتسويق مشتقاته من المخدرات في المغرب، وقد تزامن هذا الطلب مع رغبة الحسن الثاني في انظمام المغرب إلى الاتحاد الأوربي، وزادت هذه الصدفة من حساسية اللحظة التاريخية التي كانت تمر منها العلاقات المغربية الأوربية، خاصة وأن الأجواء التي كانت سائدة في مملكة الحسن الثاني لم تكن عادية. المغرب أول بلد مصدر للمخدرات في العالم، والمغرب أول ممون لشبكات تهريب والاتجار في المخدرات في القارة الأوربية.. هذه واحدة من الخلاصات الساخنة في التقرير الأسود الذي أنجزه المرصد الجيوستراتيجي حول المخدرات، تقول "الأيام" في عدد هذا الأسبوع وتضيف أنه بالأرقام وبالدلائل أصبحت مملكة الحسن الثاني المهتمة الرئيسية في تسويق كميات كبيرة من مشتقات القنب الهندي. أقل من مائة صفحة في تقرير يتيم تسرب إلى صحيفة "لوموند" الفرنسية التي نشرت ملخصه في أحد أعداد نونبر 1993 ، وعنوانان بليغان الأول :"المغرب أول مصدر للمخدرات في العالم"، والثاني :"تقري سري يتهم محيط الحسن الثاني"، لتصبح كل الرسائل واصحة تماما! كثير من أسماء "بارونات" المخدرات، وبعض من البرلمانيين من الأغلبية إلى المعارضة، ولائحة سوداء بأسماء الممنوعين من الترشح للانتخابات التي جرت في نونبر 1993 ... وناقوس الخطر الذي دقه التقرير السري بعد أن اعتبر المغرب بلد عبور للكوكايين وليس فقط للمخدرات!! ... كل ذلك كان الوجه الظاهر في التقرير السري الذي أغضب الحسن الثاني الذي لجأ إلى القضاء الفرنسي لرد الاعتبار. أخطر ما جاء في التقرير هو اتهامه لشخصيات سياسية وبرلمانيين ووجوه معرفة في الساحة الوطنية وأيضا مقربين من الملك الراحل بعلاقتهم بتجارة المخدرات! وقالت الأسبوعية أيضا أن التقرير اعتمد على ما ورد في كتاب "من يملك المغرب؟" للراحل مومن الديوري، بالإضافة إلى كتاب آخر لعلي بوريكات الذي سبق أن أسر له "دوباي"، أحد المجرمين الذين شاركوا في اختطاف واغتيال بن بركة، بعض المعطيات على هذه التجارة حينما كانوا جميعا معتقلين في المعتقل السري النقطة الثابتة الثالثة... معطيات أخرى بالإضافة إلى تفاصيل التقرير السري تجدونها في عدد "الأيام" لهذا الأسبوع.