"فلسطين تقاوم والرجعية تساوم".."فلسطين أرض حرة والصهيون يطلع برا".."الشعب يريد إسقاط التطبيع"..شعارات من بين أخرى صدحت بها حناجر العشرات من المحتجين نساءا وأطفالا وشيوخا حجوا مساء أمس الجمعة إلى شارع محمد الخامس، قلب الرباط النابض، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، الذي خلف العديد من الشهداء. ففي حدود الساعة العاشرة ليلا حج العشرات من المحتجين يتقدمهم أبرز الوجوه الحقوقية المعروفة بمناهضة التطبيع مع إسرائيل إلى الساحة المقابلة لمبنى البرلمان، يحملون رسالة إلى الدولة المغربية مضمونها الأساسي : "كفى ثم كفى من التطبيع مع الكيان الصهيوني". رسالة التقطها بعض المارة الذين انضموا بدورهم للوقفة، كيف لا والقضية أكبر من أن تختصر في حسابات سياسوية ضيقة .
حمل المحتجون لافتات رسم عليها وجوه بعض الشخصيات كالرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ورؤساء بعض الدول العربية، كما رفعوا شعارات منددة بصمت حكومات الأنظمة العربية إزاء العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل بفلسطين، مطالبين بوقف كل أشكال التطبيع مع نظام الفصل العنصري الصهيوني ووضع حد للعقاب الجماعي للمدنيين، كما طالبوا الدولة المغربية بالتقدم بطلب فرض عقوبات دولية على الكيان الصهيوني.
"فلسطين قضية..ماشي حملة انتخابية" مباشرة بعد نهاية صلاة التراويح تزايد عدد المحتجين، الذين طالبوا بإسقاط كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعدم استغلال القضية الفلسطينية في الحملات الانتخابية مرددين شعارات: " إدانة شعبية للحكومة المغربية.."فلسطين قضية ماشي حملة انتخابية"، "الشعب يريد تجريم التطبيع"، "الرياض..الرباط الرجعية تحت السباط"...."الشعب يريد تحرير فلسطين"، كما صدحت حناجرهم بأغنية أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يوما أردا الحياة فلا بد أن يستجيب القدر..".
أما مبنى البرلمان فعرف تطويقا أمنيا ساعات قبل انطلاق الوقفة الاحتجاجية، حيث تجمع المحتجون مع بداية الوقفة أمام البرلمان قبل أن تتفرق الوقفة مباشرة بعد انضمام العديد من الوجوه السياسية المعروفة من بينها "إخوان" رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وبعض وجوه جماعة العدل والإحسان، وحركة التوحيد والإصلاح.
غاب بنكيران وحضر "إخوانه" بعد انطلاق الوقفة الاحتجاجية بحوالي ساعة حضر بعض قيادي حزب العدالة والتنمية، كالنائب محمد يتيم، والقيادي، عبد العالي حامي الدين، ومستشار رئيس الحكومة، و الكاتب العام لشبيبة "البيجيدي" خالد البوقروعي، والكاتب السابق، مصطفى بابا، بالإضافة لمحمد الهيلالي، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذي لم يظهر له أثر في الوقفة.
وكان لافتا غياب وزير الخارجية والتعاون الأسبق، سعد الدين العثماني، الذي اعتاد الحضور في مثل هذه الوقفات الاحتجاجية، فيما لم يحضر أي وزير في حكومة عبد الإله بنكيران سواء وزراء الحزب الحاكم، أو وزراء الأحزاب الأخرى المشكلة للائتلاف الحكومي، في حين غابت أبرز قيادات العدل والإحسان وفي مقدمتها الناطق الرسمي باسم الجماعة، شكيب أرسلان، الذي اعتاد الحضور بدوره في وقفات احتجاجية سابقة.
أما حزب الاستقلال فكان ممثلا في الوقفة بالنائب عن الفريق الاستقلالي، عبد القادر الكيحل، إلى جانب النقيب السابق لهيئة المحامين بالرباط، عبد الرحمان بنعمرو، و رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد وايحمان، وخالد السفياني، والناشط الحقوقي، عبد الحميد أمين، وبعض أبرز وجوه حركة 20 فبراير، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كالرئيسة السابقة خديجة الرياضي.
أما اللافت في الوقفة فهو انقسامها إلى مجموعتين مباشرة بعد ظهور بعض الوجوه المحسوبة على التيار الإسلامي، حيث انطلقت الوقفة في تمام الساعة العاشرة مساءا، وضمت أبرز وجوه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لكن ومباشرة بعد نهاية صلاة التراويح حج لشارع محمد الخامس بعض الوجوه المحسوبة على حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي، حركة التوحيد والإصلاح، الشيء الذي عجل بانقسام الوقفة الاحتجاجية إلى فئتين : فئة اتجهت نحو البوابة المقابلة لمبنى البرلمان واحتجت بطريقتها، وفئة أخرى ضمت بعض "الإخوان" و "الأخوات" فضلت البقاء بعيدا لتحتج على طريقتها ووفق الشعارات التي اختارتها لإيصال رسالتها لمن يهمهم الأمر.