قال الكاتب الفرنسي اللبناني الاصل امين معلوف في مقابلة مع رويترز في باريس "ليس من السهل ان يفهم الشخص ما يحصل في المنطقة. لا يجب ان يتصور الشخص ان الدول تفهم ما يحصل...اعتقد ان كل الناس تفاجأت ...ولا احد يعرف الى اين نحن ذاهبون" حيث اعتبر ان الاحداث في تلك البلدان لا تتشابه كما أكد على ضرورة هدم الجدار بين الشرق والغرب. وأضاف "كل دولة مختلفة عن الباقين ولا يستطيع شخص ان يستفيد من التجربة التي حصلت في دولة معينة ليفهم ماذا يحصل في دولة معينة. بالنسبة لي هناك امر اساسي وهو التأسيس لحياة ديمقراطية صحيحة.الاولوية اليوم هو ان تجرى الانتخابات دائما وان لا احد يخطف الانتخابات ولا احد يلغي الانتخابات...الهاجس الاول لدي ليس من الذي سيربح ولكن الاهم ان لا احد يخطف الانتخابات والحياة السياسية والديمقراطية وندخل في عصر جديد عصر فيه انتخابات دائما وبوقتها وفي ظروف شفافية واذا دخلنا بهذا المنطق لا بد ان تتغير الامور " ومضى يقول "بالنسبة لسوريا وبالنسبة لكل المنطقة الامور لا احد يعرف الى اين ذاهبة. يوجد عدد من الاحداث التي حصلت والتي عمليا ستؤدي الى تغيير معين ولكن في اي اتجاه سيحصل التغيير لا حد يعرف. يجب ان نراقب التغيير بتفهم وانفتاح وامل ولكن مازلنا بوسط مشكلة مازالت تتفاعل وتكبر. اعتقد ان المنطقة كلها بحاجة الى نموذج متقدم في سوريا واول من هو بحاجة الى ذلك لبنان. لبنان اذا سوريا في وضع مأساوي هو سيكون في وضع مأساوي واذا سوريا فيها عنف سيكون فيه عنف واذا سوريا اتجهت لنوع من الوضع المتقدم اتصور ان هذا يساعد لبنان على تركيز ديمقراطيته" ويقف الكاتب الفرنسي اللبناني الاصل على حافة العلاقة بين الشرق والغرب الذي يشكل حجر اساس في اعماله وهو ما خوله ان ينضم رسميا الى الاكاديمية الفرنسية محذرا من اختلال العالم وطامحا بهدم الجدار بين الحضارتين. وأضاف في مقابلة مع رويترز"هناك نوع من الصعوبة في التعايش بين اناس قادمين من ثقافات مختلفة واعتقد ان حدة المشكلة تزداد منذ عدد من السنوات وفي معظم الدول الاوروبية " ومضى يقول "هناك بين شمال وجنوب المتوسط جدار معنوي لا بد من هدمه ولكن هذا عمل طويل النفس ويتطلب كذلك فهما لواقع العالم اليوم ... هناك مرحلة دقيقة وفي رأيي ان العالم لا يسير على الطريق الصحيح. اعتقد ان هناك مشكلات عميقة لا نحاول بالفعل حلها كما يجب . كتابي الاخير كان بعنوان اختلال العالم وبرأيي ان العالم فيه اختلال معين ولا بد ان نعالج هذا الاختلال." ولد معلوف في بيروت في 25 فبراير شباط 1949 ودرس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية واشتغل في الصحافة قبل ان يترك البلاد في عام 1975 مع بداية الحرب الاهلية التي دارت على مدى 15 عاما وانتهت عام 1990. ومنذ الثمانينيات من القرن الماضي تفرغ للادب واصدر اولى رواياته "الحروب الصليبية كما رآها العرب" عام 1984. ترجمت اعماله الى لغات عديدة وحصل على عدة جوائز ادبية وفرنسية منها جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986 عن روايته "ليون الافريقي" وجائزة الجونكور الادبية الراقية عام 1993 عن روايته "صخرة طانيوس" ومن اعماله الهامة ايضا "سمرقند" و "القرن الاول بعد بياتريس" وحدائق النور" و "موانىء المشرق" وكان معلوف دخل في الرابع عشر من يونيو الجاري الاكاديمية الفرنسية وهو يرتدي بذته الخضراء ويحمل سيف "الخلود" المزين برموز ثقافته المزدوجة ليصبح ثاني عربي ينتمي الى مجمع الخالدين بعد الكاتبة الجزائرية اسيا جبار. اذ حمل الكاتب الفرنسي اللبناني الاصل امين معلوف سيف "الخلود" الذي كسبه من عضويته في الاكاديمية الفرنسية وعينه على منطقة الشرق الاوسط التي تشهد ما يسمى "الربيع العربي" وبدخول معلوف الى الاكاديمية الفرنسية واحتلاله المقعد رقم 29 خلفا لعالم دراسات الأجناس الفرنسي كلود ستروس الذي توفي في اكتوبر تشرين الاول 2009 يؤكد الخالدون اعضاء تلك الاكاديمية بذلك رغبتهم في انضمام ادباء من اصول اجنبية الى صرحهم الذي يضم 40 عضوا.