أعرب الكاتب الفرنسي من أصل لبناني أمين معلوف عن اعتزازه بانتخابه عضوا في الأكاديمية الفرنسية خلفا لعالم الأنتربولوجيا الراحل كلود ليفي-ستروس. وأكد معلوف، في حوار مع جريدة (النهار) اللبنانية نشرته اليوم السبت أنه يكن لليفي- ستروس "الكثير من الإعجاب"، ويعتبر أن هذه الخلافة تشكل بالنسبة إليه "فرحة واعتزازا لأن المقعد عظيم" وأنه سيقوم كما تجري العادة خلال خطاب التسلم بالإشادة بالمفكر الراحل. وأعرب أمين معلوف أيضا عن اعتزازه بكونه أول كاتب من أصل لبناني ينتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية. وقال "هذا أمر بالغ الأهمية للبنان" مشيرا إلى أنه سيصقل "أرزة" على سيف الأكاديمية الذي تصقل عليه عادة بعض الإشارات والرموز من وحي آثار الكاتب. ويقول معلوف "عندما ترشحت في المرة الأولى عام 2004 لم تكن لدي الخبرة الكافية كان ترشحي ساذجا، أما المرة الثانية (2007) كنت قد نشرت في حينه عريضة عن الفرنكفونية لم تنل إعجاب عدد من الخالدين، وقد تم فهمها بطريقة مغلوطة. ولم أكن شخصيا متحمسا كثيرا لخوض المعركة وانسحبت قبل الاقتراع". ويوضح معلوف أن "دخول الاكاديمية ليس عاملا لزيادة مبيعات الكتب كجائزة غونكور بل إشارة مرموقة تحمل معاني لمجمل إنتاجي ككاتب في المدى البعيد. أما بالنسبة الى دار النشر فان ذلك يؤثر في سمعتها عندما تنشر الدار لعدد من الخالدين". وعن العامل الأساسي في كتاباته والذي ساهم في انتخابه، قال "أعتبر أن الرواية والمحاولات شكلت عوامل متساوية في انتخابي فالذين حادثتهم كانوا منقسمين ولا يمكنني الجزم أنه مزيج من الإثنين، بعضهم أحب رواياتي وبعضهم الآخر من الذين يهتمون بالعلوم الإنسانية أعجبوا بمحاولاتي". وأضاف أمين معلوف "إنهم يقترعون عادة لمجمل عملك أو لمعرفتهم بشخصك. وبالطبع هناك أيضا نظرة خاصة إلى لبنان. وكوني من أصل لبناني شجع بالطبع على انتخابي". وكان الرئيس اللبناني ميشيل سليمان اعتبر، في اتصال بالكاتب الفائز، انتخابه بالأكاديمية "بمثابة تكريس لدور لبنان الثقافي والحضاري في العالم وعطاءاته وإبداعاته في هذا المجال" وسيتيح له أن "يشهد لرسالة لبنان المستمرة نقطة التقاء وتفاعل بين الشرق والغرب وبين الحضارات والثقافات". كما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، في بيان وزعته الوزارة، إنه "على مفترق الهويات والتآخي المتوسطي، تمثل آثار الكاتب أمين معلوف وشخصيته انعكاسا رائعا لتنوعنا وللفرنكفونية. وتشكل رواياته صورا للحياة والأخوة والتقاسم والتعبير للفرنكوفونية الشاملة والشعبية". يذكر أن الأكاديمية الفرنسية، التي تأسست عام 1635، تسهر على احترام اللغة الفرنسية وتكوين قاموسها.