خلفت محاكمة شباب بسوق الأربعاء الغرب بتهمة السكر والإفطار العلني نهار رمضان موجة استياء خارج المغرب، حيث وجه عالم الاجتماع التونسي، فرحات عثمان، رسالة إلى الملك محمد السادس جاء فيها : وكتب فرحات عثمان ": تنامت إلينا الأخبار من المغرب الشقيق أن محكمة سوق الأربعاء الغرب الابتدائية حكمت بالسجن لمدة ستة أشهر نافذة على خمسة شبان بتهمة التعاطي العمد للخمرة والإفطار في رمضان".
وبعد أن أكد السوسيولوجي التونسي أن القانون المغربي الذي لا زال يجرّم تعاطي الخمرة والإفطار في شهر الصوم يُعد بعدا لاغيا منذ دخول القانون المغربي الجديد حيز التنفيذ تساءل الباحث التونسي فأين هي إذا مُنع المغربي من أبسط حقوقه ، في الأكل والشرب بكل حرية، وإن كان ذلك علنا وفي رمضان؟
وأشار فرحات عثمان إلى أن " تأويلنا للحريات لنتصرف تصرف أهل التغطرس والتجبر الذين لا يراعون إلا حرياتهم لأنها ديكتاتورية محضة، ليس فيها لا عدل ولا إنصاف."
وجاء في رسالة فرحات عثمان، المثيرة للجدل، " أما ما يهم الخمر، فقد ثبت، ولقد ذكّرت بذلك، أن الإسلام لا يحرم إلا السكر، خاصة عند القيام للصلاة، فلا تحريم لتعاطي الخمرة لمجرد تعاطيها، بل لما ينجر عنها من مخامرة للعقل وإفساد له. فإن انعدمت مثل هذه الآفات، ما كان للخمرة إلا منافع لم ينكرها الله.
"فهنا أيضا، لا عتاب ولا عقاب لمن لم بحترم ما جاء به دينه إلا عند الله إذا كنا نؤمن بالإسلام الحق، لا بما رسب فيه من إسرائيليات مسخته بأن أدخلت أحكاما ليست منه أتى بها حملة العلم الذين كان أغلبهم من غير العرب، كما لاحظ ذلك ابن خلدون. فكان الفقه الذي لا زلنا نأخذ به دون أن نعمل فكرنا وعقلنا فنجتهد كما اجتهد من سبقنا، والاجتهاد مما يفرضه الإسلام".
ودعا الباحث التونسي إلى الاجتهاد مجددا في تفقه ديننا والعمل على العودة حصريا لكتاب الله وسنة رسوله الصحيحة (لا المغلوطة وقد كثرت، وذلك بالاكتفاء بما اتفق عليه الشيخان)، في إشارة للبخاري ومسلم.
جلالة الملك،
تقول الأخبار القادمة من المغرب أن القاضي كان يود الحكم بعقوبة أقسى لو سمح القانون بها. وهذه لقاصمة الظهر !
إن المسلمين ليُضطهدهون في مملكتكم، فلا يجدون ممن واجبه إنصافهم إلا الجنوح إلى المزيد من الإجحاف في الاضطهاد. فأين العدل الذي نادى به الإسلام وأين الإنصاف ؟ لقد اختلط الحابل بالنابل في عقول المسلمين فما فقهوا دينهم، يجعلون منه في العديد من مبادئه دين اليهود والنصارى!
وخاطب فرحات عثمان الملك محمد السادس قائلا :" إن السيل بلغ الزبى، يا جلالة الملك، ولا وقت تردد، فكلمة السواء التي نادى بها الإسلام الحق تقتضي أن تأذنوا بإيقاف العمل بكل القوانين الجائرة بمملكتكم التي لا تخدم الإسلام بل تسيء له، مثل الفصل 222 من القانون الجنائي، إذ هو مما يسم حكمكم الأغر بوصمة عار لا تسر إلا كل من عاداكم فعادى الإسلام.
ودعا فرحات عثمان إلى اغتنام شهر رمضان الكريم لإبطال كل ما فسد من قوانينه التي قال عنها بأنها " ادعت الصبغة الإسلامية" وهي لا تمت للإسلام في شيء بما أنها دخيلة على نص الإسلام وروحه. فلسوف تكونون بذلك القدوة التي تهتدي بها بقية بلاد الإسلام كالعلم الذي على رأسه نار. والمغرب دوما قدوة!
وختم السوسيولوجي التونسي رسالته :" كان الله في عونكم لرفع ما فرضه الجهل على أمة الإسلام فمنعها من أن تكون قدوة للآنام في الأخذ بالحريات واحترام .الآخر، كل آخر، رغم أن ديننا سبق إلى هذا قبل كل المنظومات القانونية الساهرة اليوم على حقوق الإنسان. فليكن المغرب تحت حكمكم العلم الذي على رأسه نار، تأتم كل أمة الإسلام به !
ودمتم في رعاية ديننا الحنيف، الدين القيم، يا جلالة الملك.