تتواصل على « فيسبوك » التعليقات على شريط فيديو صادم أظهر تعرض فتاة لمحاولة اغتصاب جماعي داخل حافلة للنقل الحضري، بالدار البيضاء، على يد مجموعة من المراهقين وأمام أنظار باقي الركاب والسائق. وبالإضافة إلى التعليقات التي جاءت مشحونة بعبارات الغضب والسخط من المتورطين في جريمة الإغتصاب الجماعي والتي وصلت إلى حد المطالبة بإعدام هؤلاء لكي يكونوا عبرة لأمثالهم، حاول نشطاء آخرون على الفضاء الأزرق التفاعل مع مضمون الفيديو عبر البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انتشار مجموعة من الظواهر السلبية مثل الكريساج والإغتصاب والتحرش الجنسي. وربطت عدد من التعليقات بين مثل هذه الظواهر التي باتت تقض مضجع المواطنين بجميع المدن الكبرى تقريبا وبين فشل وصفات إصلاح اختلالات المدرسة المغربية، وآخرها ما يسمى بالبرنامج الإستعجالي الذي جاء ردا على فشل الميثاق الوطني للتربية والتكوين في تحقيق الأهداف التي أحدث من أجلها، وعلى رأسها إعادة الإعتبار للمدرسة المغربية حتى تقوم بالأدوار الملقاة على عاتقها، وأهمها التنشئة الإجتماعية وتعزيز السلوك المدني داخل المجتمع. « تخونني الكلمات ولا أجد التعبير كي أعلق على الأخبار التي أطالعها بشكل يومي على الفيسبوك، آخرها حادث اغتصاب طفلة معاقة ذهنيا في حافلة.. »، يوقل أحد نشطاء الفيسبوك، مضيفا بالحرف: » ببساطة، نحن نحصد نتائج السياسات الفاشلة في التعليم والتنمية والقادم أسوأ أسوأ أسوأ ». وفي السياق ذاته، اعتبر ناشط فيسبوكي آخر أن « ما وقع البارحة بحافلة البيضاء و ما يقع يوميا في شوارع فاس من كريساج و ما يقع من تشرميل في شوارع البيضاء و ما يقع من تطرف و ارهاب.. » يعكس الأزمة العميقة التي تنخر الجسم التعليمي بالمغرب: « عندما تحارب التعليم لعقود طويلة و تقوم بتقسيم أبناء الوطن الواحد الى قسمين أبناء يدرسون في مدارس الأعيان و رجالات الدولة و الفئات المحظوظة و أبناء يدرسون في مدارس الفقراء و المهمشين و التي لا تحمل من المدرسة سوى الاسم، و عندما تتخذ قرارات مصيرية تجهز على ما تبقى من مكسبات للفقراء و للمهمشين و لأبناء المغرب العميق في المدرسة العمومية و في تعليم يوفر الحد الأدنى من الجودة ». « الحل هو المدرسة و التعليم و ليس المقاربة الأمنية، و كل طفل لا يجد مكانا له في المدرسة فسيكون مكانه هو شوارع الكريساج و حافلات الاغتصاب و بين أحضان جماعات التطرف و الارهاب و غيرها من الأماكن الاجرامية.. »، وفق تعبيره.