وصفت أسبوعية « جون أفريك »، الحبيب بلكوش، الذي عهد إليه بقيادة حزب الأصالة والمعاصرة، الى حين انعقاد مؤتمر الوطني عقب تقديم الياس العماري، لاستقالته ب »القيادي الصامت » مقارنة بالعماري. وكتبت الأسبوعية الفرنسية أن عددا من الأسئلة تناسلت حول هذا القرار المفاجئ للأمين العام لحزب « الجرار »، واصفة إياه ب »الصاعقة »، متسائلة في هذا الصدد: هل غادر العماري منصبه بسبب الخطاب الملكي الأخير المنتقد للطبقة السياسية؟ هل بسبب الأزمة التي عرفها الريف التي ينحدر منها؟ أم أنه استقال لأن حزبه لم ينجح في قص أجنحة حزب العدالة والتنمية الإسلامي كما وعد بذلك قبل الانتخابات ؟ وعن الحبيب بلكوش، الذي سيتولى قيادة الحزب الى حين انعقاد مؤتمره الوطني، قالت « جون أفريك »، انه رجل « صامت »، ولايعرفه الرأي العام كثيرا، لكنه وجه حقوقي، طبع مساره في مجال حقوق الانسان، وهو رئيس « مركز الدراسات في حقوق الانسان والديمقراطية » الموجود مقره بالعاصمة الرباط. رأى الحبيب بلكوش النور بمدينة الجديدة سنة 1954، وقد اعتقل وسجن وعمره لايتجاوز العقد الثاني حيث كان يناضل مع حركة « 23 مارس » الماركسية. سجن في الفترة من 1974 إلى 1979 الى جانب باقي المعتقلين السابقين في عهد مايسمى ب « سنوات الرصاص »، لينضم بعد ذلك الى حركة المدافعين عن حقوق الإنسان. رافق الرجل الراحل ادريس بنزكري، وعددا من الوجوه التي عرفت بنضالها « الثوري » مع النظام، في مسلسل الحوار مع الدولة والذي أفضى الى تأسيس هيئة الانصاف والمصالحة ابتداء من سنة 2004. التاريخ النضالي للحبيب بلكوش هو الذي يقتسمه مع الياس العماري، الذي مر بدوره من مرحلة صراع مع الدولة قبل أن يجد له موطئ قدم في الحياة السياسية بفضل الراحل ادريس بنزكري، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، الذي يحمل الآن اسم « المجلس الوطني لحقوق الانسان. مجاورة الحبيب بلكوش، لادريس بنزكري مكنته من التعرف على الدوائر المؤثرة في السلطة بالمغرب، وعلى رأسها فؤاد عالي الهمة، الذي سيؤسس رفقة عدد من اليساريين « حركة لكل الديمقراطيين »، التي ستتحول فيما بعد الى حزب الأصالة والمعاصرة. عرف عن الحبيب بلكوش « نضاله » « الفعال » و « النشيط » في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، مما أهله لنيل عضوية المجلس الوطني لحقوق الانسان، لكنه احتفظ دوما بالوجه « الرمزي » لحزب سياسي، لازالت صورته ملتصقة بالدوائر المؤثرة في البلاد. فهل سيشكل تعيينه لقيادة حزب « الجرار » الى حين انعقاد مجلسه الوطني، عودة للتوجه « الديمقراطي » لحزب يهيمن عليه الأعيان، والتقنوقرط؟ » لا أعتقد هذا الأمر »، يقول مصدر من الحزب، فيما أكد آخر أن » علينا بالطبع أن نطرح الأسئلة حول المحطات التي مر منها الحزب ». ينتظر الحبيب بلكوش عملا كبيرا على رأس حزب الأصالة و المعاصرة، فهو مطالب بالاعداد لانعقاد المجلس الوطني للحزب الذي سيحسم بشكل رسمي في استقالة الأمين العام، وكذا اعداد تقييم لمسار الحزب منذ تأسيسه سنة 2008. بلكوش يخلف العماري