كل الذين تابعوا أطوار الندوة الصحافية التي عقدها إلياس العماري قبل قليل، لا بد أنه تيقن من أن هذا الأخير قد طوى صفحة قيادته لحزب الأصالة والمعاصرة. في الندوة أشار العماري بكثير من الوضوح إلى أنه لن يعود إلى منصب الأمين العام للحزب، وقال مخاطبا أحد الصحافيين الذين وصفه بالصديق لمدة ربع قرن:«أنت تعرفني جيدا، وتعرف أنني أنفذ ما أقول»، في إشارة إلى أن قرار الاستقالة لا رجعة فيه. وقال العماري أيضا أنه يفتخر بتزامن استقالته من منصبه مع الخطاب الملكي الأخير مبناسبة عيد العرش، وهي أيضا إشارة إلى كونه لن يعود إلى الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة. الأكثر من ذلك، أكد الحبيب بلكوش العضو القيادي في المكتب السياسي للبام، في الندوة الصحافية التي عقدها مع وسائل الإعلام بعد نهاية ندوة العماري، أن الفترة التي قادها إلياس العماري على رأس الحزب خلفت نتائج إيجابية، مضيفا أن المجلس الوطني سيد نفسه، وفي إشارة دقيقة في سياق عدم استعداد العماري للتراجع عن قراره، قال الحبيب بلكوش أنه لم تكن هناك أصوات من المكتب السياسي تطالب برحيل العماري، وإنما أصوات طالبت بإحداث إدارة جديدة بنفس جديد لتسيير الحزب في المرحلة المقبلة.