ينتظر عدد كبير من المغاربة ضحايا حرب الخليج النظر في ملف تعويضاتهم، حيث عرف تأخيرا كبيرا في صرف مستحقاتهم، التي فتح لها حساب بالخزينة العامة في الرباط بتحويلات من المنظمات الحقوقية الدولية الخاصة بضرر الحرب. وتعود تفاصيل القضية لسنوات مضت حين أمر الملك الراحل الحسن الثاني مجموعة من المغاربة بالتوجه إلى الكويت، فور اندلاع حرب الخليج، فتركوا وراءهم كل ما يملكون تلبية لرغبة العاهل المغربي وتوجهوا متفائلين للعمل في إطار عقود رسمية، ليفاجئوا وبعد مرور سنوات بترحيلهم لبلدهم من جديد خاليي الوفاض. ويروي أرباح محمد أحد ضحايا حرب الخليج تفاصيل معاناة دامت لسنوات في الخليج عندما كان يعمل في الكويت كسائق وميكانيكي، في ظروف صعبة جدا وبعيدا عن عائلته الصغيرة وعن والديه. أرباح يعاني حاليا من مرض في القلب يتطلب خضوعه لعملية جراحية مستعجلة تقدر ب15 مليون سنتيم، وهو المرض الذي أصبح يعاني منه من شدة قهره وحزنه، بسبب الواقع الذي اصطدم به فور وصوله إلى المغرب وهو لا يملك سوى الملابس التي يرتديها بعد سنوات من الكفاح في بلد اعتبرها بلده الثاني. عند عودته للمغرب انتظر أرباح رفقة زملائه المتضررين تعويضاتهم المستحقة والتي كان من المفترض أن يحصلوا عليها تقديرا لمجهوداتهم، وهي تعويضات كانت مقدمة من طرف المنظمات الحقوقية الدولية الخاصة بضرار الحرب إلا أنهم لم يستلموا منها سوى مبالغ رمزية لا تعادل يوما واحدا في الحرب التي كانوا يعيشون فيها، وهم بعيدون عن وطنهم الأم وعن أسرهم. ورغم مرور سنوات على عودتهم إلى أرض الوطن، إلا أن ضحايا حرب الخليج المغاربة لم يستسلموا ولازالوا مستمرين في كفاحهم، وأملهم في الحصول على تعويضاتهم لازال قائما.