رسالة مفتوحة إلى السيدة نبيلة منيب، رئيسة فدرالية اليسار الديمقراطي، من فاطمة بوترخة ركاب اطلعت عبرعدد من وسائل الاعلام على قرار الفدرالية المشاركة في الاحتجاج المزمع تنظيمه يوم الأحد 11 يونيو في الرباط، لمؤزارة سكان الريف. هذا يحسب لكم ولكن، اسمحوا لي أن اطرح عليكم بعض الأسئلة، التي راودتني وأنا اقرا هذا الخبر، بل سببت لي أرقاً، أرجو أن يتلاشى بعد تعبيري عبر هذه الرسالة عن هواجسي! لماذا التظاهر بمعية جمعية العدل والاحسان ذات المشروع المجتمعي المتخلف ؟ ألم تاخدوا العبرة مما وقع خلال 20 فبراير 2011 وخذلانها للحركة ؟ ألا تخشون أن يفسر موقفكم بمجرد تصفية حسابات مع السلطة كما هو الشان، في الغالب، بالنسبة للعدل الإحسان في كل خرجاتها ؟ العدليون يزعمون أن من بين أسباب خروجهم الدفاع عن الحرية. هل تتقاسمون نفس مفهومهم للحرية ؟ هل تعتبرون المغاربة بهذه السذاجة، ليثقوا أن الحرية فعلاً هي المحرك لمظاهرة يوم الأحد ؟ هل تعتقدون في قرارة أنفسكم، أن العدلين يؤمنون بالحريات الفردية مثلاً ؟ ماهي الأرضية التي اتفقتم عليها بالنسبة لمظاهرة يوم الأحد؟ وماهو القاسم المشترك بينكم بصفة عامة ؟ من حق المغاربة وخصوصاً المتعاطفين مع المشروع المجتمعي الحداثي، الذي تحملونه أن يعرفوا، لأن الأشياء اختلطت عليهم والظرف لا يحتمل. لكن السؤل الأهم في نظري يبقى، لمادا انتظرتم، وهنا أقصد الأحزاب المنضوية تحت يافة الفدرالية لا العدل والاحسان طبعاً، سبعة أشهر من عمر الحراك لكي نسمع لكم صوتاً ؟ لماذا لم تستنفروا شبيبتكم لإستغلال هذه المدة للإنكباب على دراسة ووضع مشروع متكامل، عملي وحداثي للخروج من هذه الأزمة ؟ الفدرالية بالذات بحكم عذريتها السياسية ومواقف أحد مكوناتها، الحزب الاشتراكي الموحد في قضية الموسيقيين الشباب مثلاً،عليها أخذ مبادرة مبتكرة في هذا الاتجاه. لماذا ؟ لأنها استطاعت جذب مغاربة لم يكونوا يهتمون بالسياسة من قبل، وذلك منذ الإنتخابات الماضية، كما أنها اعطت صورة إيجابية للشان السياسي من خلال تدخلات ممثليها في البرلمان والتي تتسم بالنقد البناء، بعيداً عن السياسة السياسوية وبروح الابتكار سواء فيما يتعلق بالميزانية أو قضية التعليم. كان الأمل أن تثابروا بنفس الروح للوصول إلى طرح حل مبدعٍ لحراك الريف. لكن وقعتم في مازق ما هو الأسهل وغير المكلف، حل الكوكوت مينوت واستسلمتم في أول إختبار لكم في الميدان للحل السهل، أي النزول إلى الشارع فقط بدون طرح بديل و بدون إعطاء أمل ألم تكفيكم خيبة الأمل التي حصدها جيلي (عمري 66 سنة ) منذ حكومة التناوب إلى الآن ؟ استبشرنا خيرا عندما اصبحنا في البرلمان نسمع صوتاً ينادي بقيم الحداثة والانفتاح، والمواطنة والمساواة وتكافو الفرص بين جميع المواطنين وجميع الاقاليم، بنبرة نخالها صادقة، وهو صوتكم، فإذابكم ترتمون في احضان الجماعة بدون تردد وفي أول إختبار ميداني ومن أول وهلة. هل لكم أن تفسروا لنا هذا التناقض ؟ لانكم اصبحتم تمثلون الشعب وليس فقط مناضليكم. حسب ما نعرفه مشروعكم حداثي ومشروعهم في مجمله يرتكز على ترجمة إلى أرض الواقع أحلام وكوابيس مرشدهم العام الراحل عبدالسلام ياسين. ربما المرشد الحالي يتوخى تحقيق قومة بدوره سنة 2017 بما أن سلفه لم يتأنى له تحقيقها ! لقد ناديتم بجانب اخرين بإطلاق سراح جميع معتقلي الحراك بدون قيد أو شرط. ألاحظ أن الكل يصدح ليل نهار بضرورة وضع أسس دولة ألحق والقانون، فكيف تتنكرون الآن لركن أساسي من أركانها، ألا و هو عدم التدخل في القضاء؟ الحق الوحيد الغير قابل للمساومة هو المحاكمة العادلة. مطالب الريف مشروعة. لا خلاف في ذلك، لكن المسالة معقدة وخيوطها متشابكة، وهناك الكثير من التساولات لا بد لها من إجابة. هناك سؤال آخر أطرحه من باب الفضول، لأنه مر مرور الكرام ، ما علاقة المطالب الاجتماعية والإقتصادية بوصف النساء المغربيات غير الريفيات بالعاهرات والمغاربة عامة بالعبيد مقابل الأحرار بالنسبة للريفيين؟ أيرضيك هذا ؟ اعتذر عن السؤال لانه يخص الكل، الجميع التزم الصمت أمام ألسب والشتم الذي طالنا وطال أمهاتنا وأبائنا والتقطته مواقع التواصل الاجتماعي موزعةً إياه عبر العالم. لا أحد نطق ببنت شفة. لا جمعيات نسائية التي نصبت احداها لمن نطق بهما محامين لمؤازرته. نفس الصمت المطبق من طرف جمعيات محاربة العنصرية و التعصب. ولا حتى بيان يمنحنا شياً من الكرامة ورد الإعتبار. ولك مني تقديري واحترامي.