قام فريق دولي، بإشراف من الأستاذ عبد الواحد بن نصر عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والاتصال، والأستاذ جان جاك يوبلان عن معهد ماكس بلانك للأنتربولوجيا المتطورة بألمانيا، بالكشف عن بقايا عظام إنسان ينتمي لفصيلة الإنسان العاقل البدائي ، مرفوقة بأدوات حجرية ومستحثات حيوانية بموقع جبل إيغود بإقليم اليوسفية (جهة مراكش – تانسيفت). وأوضح بلاغ للمعهد أنه تم تحديد تاريخ هذه اللقى بحوالي 300 ألف سنة قبل الحاضر وذلك بواسطة التقنية الإشعاعية لتحديد العمر، وبالتالي فإن هذه العظام تعد أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل المكتشفة إلى اليوم، إذ يفوق عمرها عمر أقدم إنسان عاقل تم اكتشافه إلى الآن بحوالي 100 ألف سنة مضيفا أن هذه الاكتشافات تشكل موضوع مقالين يتضمنهما عدد 8 يونيو الجاري من مجلة « ناتير » (طبيعة). وأفاد البلاغ بأن موقع إيغود عرف منذ ستينيات القرن الماضي ، إذ تم العثور فيه على بقايا إنسان وأدوات تعود إلى « العصر الحجري الوسيط » مشيرا إلى أن القراءة الأولية لهذه اللقى ظلت مجل لبس لسنوات بسبب عدم دقة عمرها الجيولوجي. وبفضل الحفريات الأخيرة ، التي تمت مباشرتها منذ سنة 2004، فإن البقايا الجديدة التي تم اكتشافها وتأريخها تجعل من موقع جيل إيغود أقدم وأغنى موقع برجع « للعصر الحجري الوسيط » بإفريقيا والذي يوثق للمراجل الأولى لتطور الإنسان العاقل، حسب البلاغ. وأشار المصدر إلى أنه تم العثور رفقة هذه اللقى على بقايا حيوانات، خاصة الغزال وأدوات حجرية مصنوعة من حجر الصوان الذي تم استفدامه إلى الموقع.