قطعت السعودية وحلفاء مهمون لها العلاقات مع قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، متهمين إياها بدعم « الإرهاب » مما أحدث موجات من الصدمة في قطاع الطاقة. وقالت السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين إنها قررت قطع كل العلاقات بما في ذلك خطوط النقل مع قطر التي تبيع أيضا منتجات نفطية مثل المكثفات لكنها ليست مصدرا كبيرا للنفط الخام. واتهمت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قطر « باحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة الإخوان المسلمين وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم ». ولم تؤثر الأزمة بعد على شحنات الناقلات لكن أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ارتفعت نحو واحد بالمئة إلى أكثر من 50 دولارا للبرميل بفعل المخاوف من اتساع الشقاق في العالم العربي. تأتي الخطوة بعد أن اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ومن بين أعضائها السعودية والإماراتوقطر، في الفترة الأخيرة على تمديد تخفيضات إنتاج النفط الخام من أجل تقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق ودعم الأسعار. ولم يتضح بعد كيف ستؤثر الأزمة السياسية على صناعة القرار داخل أوبك التي تعد السعودية أكبر منتج فيها. واستبعد مصدر بقطاع النفط السعودي أن تؤثر الخطوة تأثيرا كبيرا على صناعة القرار بأوبك مشيرا إلى أن خلافات سياسية أخرى داخل المنظمة، مثل ما بين السعودية وإيران، لم تمنع أوبك من الاتفاق على سياسة النفط. * أثر غير واضح على الغاز المسال يرى المتعاملون أن من السابق لأوانه قول ما إذا كان الخلاف سيؤثر على شحنات الغاز الطبيعي المسال بالمنطقة حيث تحصل كل من مصر والإمارات العربية المتحدة على شحنات منتظمة من قطر. وتلبي قطر نحو ثلث الطلب العالمي على الغاز المسال وقد استوردت مصر، التي تكافح لتلبية حاجاتها من الكهرباء، 857 ألف متر مكعب شهريا في المتوسط من قطر منذ يناير كانون الثاني 2016 وفقا لبيانات الشحن البحري على تومسون رويترز أيكون. ويستخدم هذا النوع من الوقود على نطاق واسع في توليد الكهرباء. كانت مصر أرست العام الماضي مناقصة كبيرة لإمدادات 2017، جزء كبير منها تورده قطر، لكن متعاملين قالوا إن نمو الإنتاج المحلي ومصادر بديلة مثل النرويج ونيجيريا والولايات المتحدة قد تسد أي فجوة محتملة. واستوردت الإمارات في المتوسط 190 ألف متر مكعب من الغاز المسال شهريا من قطر منذ يناير كانون الثاني 2016. لكن المتعاملين أشاروا إلى أن أعضاء آخرين بمجلس التعاون الخليجي مثل الكويت، التي عادة ما تنسجم سياساتها مع التوجهات السعودية، لم يأخذوا إجراء بحق قطر حتى الآن. وتظهر البيانات أن الكويت استوردت في المتوسط 283 ألف متر مكعب من الغاز المسال شهريا من قطر منذ 2016. وقال مستوردون إن من المستبعد أن تتأثر الشحنات المتجهة إلى المشترين الآسيويين، أكبر مستوردي الغاز المسال في العالم، ما لم يحدث تصعيد خطير. وقال ر.ك. جارج مدير التمويل لدى بترونت الهندية المستوردة للغاز المسال لرويترز عندما ط لب منه التعليق على خطوة قطع العلاقات « لا أعتقد أنه سيكون لها أي تأثير. نحصل على الغاز مباشرة من قطر عن طريق البحر. » والهند ثاني أكبر مشتر للغاز المسال القطري، وفقا لشركة استشارات الطاقة وود ماكينزي، بعد اليابان. وقال متعامل ياباني في الغاز المسال إنه لا يتوقع تعطيلات فورية للإمدادات. وقطر مصدر رئيسي للمكثفات، وهو نوع خفيف للغاية من النفط الخام، ولغاز البترول المسال وتذهب معظم الإمدادات إلى اليابان وكوريا الجنوبية بموجب عقود طويلة الأجل. (شارك في التغطية نيدهي فيرما في نيودلهي ورانيا الجمل في دبي ومارك تاي وسينغ لي بينغ في سنغافورة –