حدد الأمين العام لحزب الاستقلال السيد حميد شباط، اليوم الثلاثاء بالرباط، المهام الاستعجالية التي يتعين الاشتغال عليها داخل الحزب خلال المرحلة المقبلة والمتمثلة بالخصوص في إعادة هيكلة الحزب. وأبرز شباط، في كلمة خلال افتتاح الدورة الخامسة العادية للمجلس الوطني للحزب التي تتزامن مع ذكرى مرور أربعين سنة على وفاة الزعيم علال الفاسي، أن من المبادئ التي يتعين تفعيلها بالنسبة لإعادة الهيكلة هو مبدأ المسؤولية للجميع، وقال إن "المسؤولية تجاه البناء تشمل الجميع".
وأضاف أن مجموعة من المسوغات والاعتبارات اجتمعت لتجعل من المجلس الوطني في دورته الخامسة مجلس احتفاء ومجلس اعتزاز وفخر.
واوضح شباط أن المجلس الوطني للحزب يلتئم مباشرة بعد تجديد ساكنة مولاي يعقوب خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة الثقة في مرشح حزب الاستقلال، وبعد صدور الحكم القضائي المؤيد لشرعية انتخاب الأمين العام للحزب، وعقب "النجاح الباهر" لتظاهرات فاتح ماي، كما يتزامن مع إحياء الذكرى الأربعين لرحيل الزعيم علال الفاسي، داعيا أعضاء الحزب إلى بذل المزيد من الجهود حتى يتبوأ الحزب مكانته التاريخية.
وذكر، في هذا السياق، بأن الانشغالات التي استأثرت باهتمام فكر علال الفاسي كثيرة ومتنوعة ومنها رسالة الحزب ودور المناضل الحزبي اللذان يمثلان وجهان لعملة واحدة، مضيفا أن الرسالة التي "طوق بها الراحل علال الفاسي عنق الحزب وجعل منها رسالة تتوارثها الأجيال" تكمن بالخصوص في ضمان حقوق الفرد وحقوق الجماعة بما يكفل للناس عيشا كريما في "ظل احترام الحريات والقوانين وحق المواطنة الكاملة التي تتجلى في ترشيد الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على النحو الذي يقتضيه الاختيار الديمقراطي في دولة الحق والقانون".
وأبرز أن الراحل علال الفاسي حث على الاعتناء بقضايا الشباب وإفساح المجال أمامهم "بحيث كان يعلق آمالا كبيرة على شبيبة الحزب من أجل مواصلة المسيرة الجهادية والنمائية في كل الميادين ولكي يضيفوا صفحات جديدة إلى سجل تاريخ الحزب الحافل حتى تبقى مسيرة الحزب مستمرة ومتجددة" مشيرا إلى أن فكره كان يؤمن بذكاء المرأة المغربية وكفاءتها .
من جانب آخر، دافع شباط عن قرار الانسحاب من الحكومة الذي اعتبره "فتحا سياسيا بارزا ستظهر آثاره وأبعاده لعموم الدارسين والمحللين بطريقة جلية في ما بعد"، منتقدا في الوقت ذاته أداء الحكومة في نسختها الثانية والتي تعاني بحسبه من "تضخم أعداد وزرائها وغياب الانسجام بين مكوناتها".
وسيتم خلال هذه الدورة تقديم ومناقشة التقريرين التنظيمي والمالي قبل أن يتوجه أعضاء المجلس الوطني إلى مسرح محمد الخامس لمتابعة أطوار ملحمة تتحدث عن الحركة الوطنية في شكل إنتاج مسرحي يشارك فيه أزيد من 150 فنانا وفنانة .