قال السيد محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة (التجاري وفا بنك)، إنه بدخول المجموعة إلى السوق المصري بعد إتمام عملية اقتناء 100 في المائة من رأسمال (باركليز بنك مصر)، أصبح لها تواجد ب 26 بلدا على الصعيد الدولي. وأكد في هذا الصدد، خلال ندوة صحفية بالقاهرة، اليوم الأحد، أن المجموعة كان لها اهتمام منذ سنين بالدخول إلى السوق المصري الذي يندرج ضمن المرحلة الثانية من استراتيجيتها التنموية التي من ضمنها التواجد في إفريقيا، وذلك لكون مصر هي بوابة إفريقيا الشرقية، والمغرب هو بوابة غرب إفريقيا. وذكر بأن المرحلة الأولى لتواجد مجموعة (التجاري وفا بنك) بافريقيا، شملت بلدانا من شمال إفريقيا وإفريقا الغربية ومن إفريقا الوسطى تجمعها بالمغرب علاقات ثقافية وروحية ودينية فضلا عن العلاقات التجارية القديمة، عندما كنت القوافل التجارية تنطلق من تمبوكتو لتأتي عبر الصحراء المغربية إلى شمال المغرب ثم إلى أوروبا. وأضاف أن سياسة المجموعة هاته تجد سندها في الاستراتيجة الواضحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والقائمة على ضرورة توطيد العلاقات بين البلدان الإفريقية، وعلى التعاون جنوب- جنوب والاندماج الإفريقي، عبر دمج الاقتصاديات الإفريقية بمساهمة منعشين ومستثمرين خواص . وأكد أن مجموعة (التجاري وفا بنك) والمستثمرين المغاربة لهم قناعة بأن السوق المصري بما يتميز به من دينامية اجتماعية، وبالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليا، هو سوق واعد من ناحية العمل المصرفي والبنكي، مشيرا على سبيل المثال إلى نسبة « الاستبناك » في مصر التي لاتتعدى 15 في المائة مقابل 71 في المائة في المغرب. وقال إن هناك بالتالي « طرقا سيارة مهمة » لتنمية نشاط مصرفي شمولي يشمل كافة الشرائح الاجتماعية، بمن فيها الفئات ذات الدخل المحدود والمصريون المتواجدون في الخارج الذين لهم دور مهم يلعبونه في تحريك عجلة الاقتصاد المصري، وكذا الشركات الصغيرة والمتوسطة. وأعرب عن تفاؤله بخصوص الآفاق التي يفتحها دخول السوق المصري لمجموعة (التجاري وفا بنك)، وقال إن المجموعة تدخل هذا السوق برؤية وقناعة تتمثل في أن هذا السوق فيه مصارف عتيدة تخدم مصالح الاقتصاد المصري، وأن هناك روافع جديدة تتمثل في الإصلاحات الاقتصادية التي يطبقها كل من البنك المركزي والحكومة المصريين حاليا للرفع من وتيرة التنمية، فضلا عن الاهتمام الذي توليه السلطات المصرية للشرائح والشركات الصغرى والمتوسطة، مؤكدا أن مجموعة (التجاري وفاك بنك) لها خبرة كبيرة تمتد عبر عشرات السنين في مجال الاستجابة لحاجيات الشركات والمقاولات الصغرى والمتوسطة. وأشار في هذا الصدد إلى أن من بين 2700 فرع التي تتوفر عليها مجموعة (التجاري وفا بنك) في المغرب هناك 1200 فرع هي رهن إشارة الشركات الصغرى، حيث يوجد لدى المجموعة 950 ألف عميل من ضمن هذه الشركات الصغرى، وتسعى لأن يصل هذا العدد إلى مليوني شركة جد صغيرة. وأضاف أن مجموعة (التجاري وفا بنك ) تريد كذلك أن تتقاسم خبرتها التي راكمتها في مواكبة المغاربة العاملين في الخارج، مشيرا إلى أن لدى مصر ما يتراوح بين 18 و20 مليون شخص يعيشون في أوروبا ودول الخليج، ودعا (مؤسسة التجاري مصر) وهو الأسم الجديد ل(باركلير مصر بنك) بعد اقتنائه، إلى أن تبتكر خدمات ومنتوجات لصالح المصريين في الخارج، مؤكدا أن هذه النقطة تعد من المحاور الاستراتيجة المهمة التي تعتزم المجموعة الاشتغال عليها من (التجاري بنك مصر). وقال إن (التجاري بنك مصر) له « تموقع جد مهم »، وله كفاءات عالية ذات خبرات مهمة، وجودة في التدبير والتسيير، واستراتيجية ناجحة خاصة لشرائح مهمة في الاقتصاد الوطني المصري، ولذلك سيكون هناك انصهار ودمج للكفاءات المصرية والمغربية وللممارسات والخبرات الجيدة من الطرفين، وتبادلها على مستوى مصر والمغرب وإفريقيا. كما أن التأمين والتأمين المصرفي يقول السيد – محمد الكتاني – هو قطاع حيوي بالنسبة لمجموعة (التجاري وفا بنك) التي تعتزم ولوج هذا القطاع عبر (تأمين الوفاء) و(التجاري بنك مصر). وقال إن الرفع من نسبة « الاستبناك » في مصر سيكون كذلك أحد الأوراش المستقبلية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن عدد الفروع أو الوكالات البنكية بالنسبة لكل مليون نسمة في مصر يبلغ 46 فرعا أو وكالة فقط. وأضاف أن هناك كذلك اهتمام كبير من طرف الحكومة والبنك المركزي المصريين بالمقاولات والشركات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، مؤكدا في هذا الصدد أنه سيتم العمل على وضع استراتيجية محكمة وشاملة للاستجابة لحاجيات هذه الشريحة من الشركات. وقال إن المرحلة الانتقالية بين (باركليز بنك مصر) سابقا، و(التجاري بنك مصر) حاليا، تتطلب ستة أشهر لتغيير العلامة التجارية للبنك، و12 شهر كحد أقصى لتحقيق الإدماج، مشيرا إلى أنه سيتم بالموازاة مع ذلك تطوير قنوات وخدمات جديدة لفائدة العملاء، كما سيتم اختيار مكتب استشاري دولي لوضع خريطة طريق على مدى الخمس سنوات المقبلة ل(التجاري بنك مصر) في ظرف ثلاثة أشهر. وأكد السيد محمد الكتاني أنه سيتم العمل على ترسيخ القيم البنكية لمجموعة (التجاري وفك بنك) لدى مجموع مستخدمي (التجاري بنك مصر)، وهي سياسة الرأس المال البشري، وقيم المجموعة، والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسة. وقال في هذا الصدد، إن مصر بما أنها ستكون مدخل وبوابة المجموعة لإفريقيا الشرقية ودول الخليج، فإن المجموعة تأمل أن تكون هناك في الأشهر المقبلة آفاق وفرص كبيرة لمستخدمي (التجاري بنك مصر) للانتقال من أجل العمل في بلدان إفريقيا الشرقية التى تشكل المرحلة الثانية للاستراتيجة التنموية للمجموعة في إفريقيا، وحتى تكون هناك حركية وانفتاح بالنسبة لهولاء المستخدمين، مؤكدا أن ذلك سيكون مرفوقا بسياسة تحفيز معنوية ومادية. وأكد الرئيس المدير العام لمجموعة ( التجاري وفا بنك )، في نفس السياق، أنه لن يتم التخلي عن أي مستخدمين بعد عملية اقتناء رأسمال (باركير مصر بنك )، وقال إنه سيتم على العكس من ذلك فتح آفاق أمام شباب آخرين وخبرات مؤهلة للالتحاق ب(التجاري بنك مصر)، مشيرا من جهة أخرى إلى إمكانية رفع رأسمال البنك إذا اقتضت الضرورة ذلك. ومن جهتها، أكدت هلا صقر، المديرة العامة ل(التجاري بنك مصر)، أن إتمام عملية اقتناء مجموعة (التجاري وفا بنك) ل 100 في المائة من رأسمال (باركليز بنك مصر)، واهتمامه بالتواجد بالسوق المصري، يؤكد على أهمية هذا السوق وقوته، بالنظر لكونه يتمتع بمجموعة من الإمكانيات ومنها الموقع الاستراتيجي المتميز لمصر وتنوع اقتصادها الذي مكنها من مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية الصعبة، بالإضافة إلى القاعدة السكانية الكبيرة التي تصل اليوم إلى حوالي 100 مليون نسمة. وأعربت عن أملها في أن تكون خطوة الاقتناء هاته خطوة داعمة للقطاع المصرفي المصري، وأن يساعد نقل النموذج المصرفي الناجح ل(التجاري وفا بنك ) إلى مصر في تحسين جودة الخدمات المقدمة إلى الزبناء، وخاصة من خلال تجربة المجموعة الناجحة في استهداف الشرائح الاجتماعية والشركات المتوسطة والصغرى ومتناهية الصغر والمساهمة في التنمية الاقتصادية في مصر. وكانت مجموعة (التجاري وفا بنك)، قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي عن الإنتهاء من عملية شراء بنك (باركليز مصر) بنجاح، مؤكدة أن العملية تمت بناء على إتفاق مبرم بين مجموعة (باركليز بي إل سي) و(التجاري وفا بنك) في رابع أكتوبر 2016، وذلك بعد الحصول على جميع الموافقات الرقابية اللازمة. وأفادت المجموعة أن هذه « العملية الإستراتيجية « ، تمكنها من تعزيز تواجدها في شمال إفريقيا، « حيث تمثل هذه الخطوة علامة فارقة في تعزيز تواجدها بمنطقة الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، كما أنها تدعم التبادل التجاري والعلاقات الإقتصادية بين مصر والمغرب من جانب وبين مصر وباقي الدول التي تتواجد بها المجموعة من الجانب الآخر ». وتجدر الإشارة إلى أن خبرة بنك باركليز فى مصر تمتد إلى أكثر من 150 عاما قدم خلالها أفضل الخدمات المصرفية العالمية، حيث يمتلك البنك شبكة فروع ضخمة تضم 56 فرعا و 72 صرافا آليا منتشرة في كافة المحافظات المصرية. ويعمل ببنك باركليز مصر 1500 موظف من أفضل الكفاءات والأطر في السوق المصرفي لخدمة أكثر من 180 ألف عميل في جميع أنحاء الجمهورية المصرية.