خطف مرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، أنظار متتبعي الساحة السياسية بتأهله نحو الدور الموالي من الانتخابات، يوم أمس الأحد، إلى جانب المرشحة الأخرى ماري لوبين، فبدأت الصحافة العالمية برصد السير الذاتية لكل منهما، وخصوصا الحياة الشخصية لماكرون، فانتقل الناس من الحديث عنه كمرشح، إلى الحديث عنه كرجل تدرج سلم النجاح بدعم من شريكة حياته، السيدة بريتيج ترونيو، التي وقفت معه وظلت معه في كل لحظات حياته، مع العلم أنها ليست زوجته بشكل رسمي وقانوني، إلا أنه يعتبرها نصفه الثاني الذي يتقاسم معه كل شيء. ورأت قصة ارتباط ماكرون وبريتيح النور قبل 25 سنة، كانت السيدة حينها تعمل معلمة في مدرسة لابروفيدنس بمدينة أميان، وكان ماكرون أحد تلاميذها، والغريب في الأمر أن الشاب كان في سن 15 من عمره، وكانت هي تبلغ 39 عاما، أي أن فارق العمر بينهما كان 24، فدامت مرحلة التعارف بينهما 4 أعوام، قبل أن يرتبطا عندما وصل ماكرون سن 18. ولم تكن حياة الحبيبين وردية منذ البداية، فقد عانيا كثيرا من غضب والدي ماكرون، اللذان قررا إرساله إلى باريس لاكمال سنته الدراسية الأخيرة، وذلك قصد إبعاده عنه بريتيج، نظرا لعدم رضائهما عن العلاقة وشعورهما بأنها ليست ملائمة، سيما أن المعلمة كانت متزوجة في السابق، وأم لثلاثة أطفال، إلا أن إيمانويل وترونيو لم يتأثرا برفض العائلة، وظلا متمسكان ببعضهما لغاية اللحظة. كانت بريتيج متمسكة لحد كبير بماكرون، ومرت معه من أبرز محطات نجاحه، حيث بقيت مساندة له في كل خطواته، فبدأ الشاب بالصعود على درج النجاح سنة 2004 حينما تخرج من الفرنسية الوطنية للإدارة، ليصبح مفتشا ماليا، وفي 2008 انتقل للعمل في مصر كمستثمر في بنك روتشيلد أند سي، وكانت بريتيج جندية خفاء معه في كل تلك الانجازات، بدعمها الكبير له. نجاحات ماكرون انتقلت من الاقتصاد إلى عالم السياسة، وخلال تلك المرحلة الجديدة كانت بريتيج ظاهرة في الساحة بقوة، كأن لسان حالها يقول « سأترك كل انشغالاتي وأعمالي، من أجل الوقوف إلى جانب شريك حياتي »، وذلك ما حدث بوضوح على أرض الواقع، فانعكس إيجابا على مسار ماكرون السياسي عندما انضم للحزب الاشتراكي عام 2006، وبعدها ب 6 سنوات تم تعيينه نائبا للأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية لدى فرنسوا هولاند، ثم وزيرا للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة مانويل فالس الثانية، وذلك في 2016، وخلال نفس السنة قام ماكرون بتأسيس حزب إلى الأمام ذو التوجهات الوسطية، قبل أن يعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2017، وها هو الآن يتطلع لخوض المرحلة الثانية من غمار المنافسة، بعد حصوله على الرتبة الأولى يوم أمس، بتفوقه بفارق صغير عن مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، مارين لوبين. ومباشرة بعد تأهل ماكرون، ظهرت بريتيج إلى جانبه مثل كل مرة، كأنهما نجحا معا، فكان العنوان الأبرز لصورهما هو « وراء كل رجل عظيم إمرأة ». ماكرون وإلى جانبه زوجته