أثارت الأغنية الجديدة للرابور المغربي « معاد بلغوات » الملقب ب « الحاقد »، الذي يقيم حاليا ببلجيكا، جدلا واسعا على فيسوك، بعد أن قام خلال إحدى مشاهد الأغنية بإحراق جواز السفر المغربي، في إشارة منه أنه قرر الإقامة بشكل نهائي في بلجيكا بعد حصوله على اللجوء السياسي. وتأرجحت معظم التدوينات التي تفاعلت مع المشهد المذكور بين الرفض التام لإقدام الحاقد على حرق جواز سفره المغربي تحت مبررات مختلفة وبين تدوينات حاولت الرد على الغاضبين من « الحاقد » بعد أن قام بإضرام النار في « الباسبور » المغربي خلال أغنية ضمن ألبوم غنائي سيصدره قريبا. واعتبر الناشط الفيسبوكي البارز عبد العزيز العبدي أن « جواز السفر ليس رمزا للوطن، هو آلية للخروج منه نحو أوطان عديدة، خروج مفتوح على التنكر له أو العودة إليه…ما يمنحك مغادرة الوطن لا يمكنه أن يكون رمزا له…. لذا فجواز السفر ليس رمزا للوطن…إحراقه من طرف المومني أو الحاقد لا قيمة رمزية له، ولا يمكن لهذا الاحراق أن يمس الشعور الوطني … ». وتابع العبدي في تدوينة على « فيسبوك »: « يمس الشعور الوطني حين تحرق رموزه السيادية، حين يحرق العلم مثلا أو صورة رئيس الدولة أو كومة العملة النقدية…ما قام به الحاقد ليس سوى توظيفا لجواز السفر كآلية للعودة… أراد أن يقول لنا أنه لن يعود…. وهذا من حقه…بدل توجيه الانتقاد له وللحركة التي قام بها، وجهوا سهامكم، إن كنتم أحراراً بالفعل، للذي تسبب في أن يغادر الحاقد هذا البلد ويقرر احراق آلية العودة إليه…. ». من جهتها عبرت الناشطة اليسارية سارة سوجار عن عدم اتفاقها مع الشكل الإحتجاجي الجديد للحاقد والمتمثل في حرق جواز سفره، بحيث كتبت في تدوينة مطولة على فيسبوك: « كان عليك أن تتذكر أن الوطن ،هو كل هذا ،وهو أبناء حيك بالألفة ،و عائلتك الصغيرة و الكبيرة ،وكل الشباب الذين رددوا أغانيك .الوطن ياصديقي هو ذلك الحلم الجميل الذي نمنا وصحونا من أجله في المعتصم بساحة الحمام،هو القهقهات الجميلة و جو الأغاني و الفرح التي عشناها في المقاهي و في أحياء الدارالبيضاء ». أعلم أن معاناتك، تضيف سوجار، لم تكن سهلة ،وأن الكثير منا قد خدلك أحيانا بقصد أو عن غير قصد ،لكني لا أخفيك أن ذاك الفعل صدمنا لأن تلك الورقة التي أحرقتها تعتبر جزءا منا ،ومن هذه الأرض التي تقاسمنا يوما ماأمل تحررها.