بشكل فجائعي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للطفلة « إيديا فخر الدين »، التي توفيت بإحدى مستشفيات مدينة فاس، بعد أن تعذر عليها العلاج بمسقط رأسها بمدينة تنغير، تحديدا جماعة تودغى العليا، حيث ووجهت بغياب « السكانير »، ليتم نقلها للمشتشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، وبعدها لفاس، حيث وافتها المنية متأثرة بنزيف دماغي حاد. الطفلة الضحية البالغة من العمر سنتين تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورها بكثير من الغضب والأسى، خصوصا أنها تنحدر من منطقة غنية في المغرب، حيث إستغربوا كيف لا تستثمر خيرات المنطقة في توفير حاجيات الساكنة المحلية. في سياق متصل، أدانت شبكة جمعيات تنغير للتنمية والديمقراطية الواقعة، مؤكدة أنه « كان بالإمكان إنقاذ حياة الطفلة « إيديا » لو توفرت الشروط الأساسية للتدخلات المستعجلة في مستشفى تنغير أو في الرشيدية »، مضيفة أن « عائلتها اضطرت إلى نقلها بسيارة إسعاف لا تصلح حتى لنقل الجثث المتحللة إلى المستشفى الجامعي بفاس، لتلفظ الطفلة أنفاسها بسبب نزيف دماغي لم يتمكن أطباء تنغير ولا الرشيدية من رصده ». وأضاف بيان الشبكة أن « حالة « إيديا » ليست حالة عارضة أو استثناء، بل أضحت طفولة إقليم تنغير ومواطنوها ومواطناتها بصفة عامة يعيشون تهديدا يوميا يمس بأغلى حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة والعيش في ظروف صحية سليمة »، محملا في السياق ذاته « السلطات العمومية والصحية والهيئات المنتخبة بالإقليم، وفقا لما تمليه عليها اختصاصاتها في الدستور والقوانين التنظيمية، مسؤولية تردي الوضع الصحي. » وأبرز البيان أن « تردي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمواطنات في إقليم تنغير وفي جهة درعة تافيلالت عموما، تكريسا لمفهوم المغرب النائي، أو المفهوم « الكولونيالي » الذي يقسم المغرب إلى نافع وغير نافع »؛ فضلا عن « ضعف التجهيزات الطبية المتوفرة بالإقليم »، رغم بناء مستشفى للقرب بقلعة مكونة، يتوفر على أحداث التجهيزات، إلا أن ولوج المرضى إليه يعد محدودا، فيضطرون للسفر مئات الكيلومترات من أجل الاستشفاء ». وطالب البيان بمنظومة صحية تحترم الحق في الحياة والحق في بيئة صحية سليمة، تضمن تكافؤ الفرص بين كافة المواطنين والمواطنات في إقليم تنغير وجهة درعة تافيلالت وباقي تراب المملكة المغربية في الولوج إلى خدمات صحية جيدة توفر الكرامة لكل فئات المجتم