هذا هو السؤال الذي يتداوله عدد من المتتبعين لتطورات المشهد السياسي، وذلك على خلفية دعوة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المكلف، كل الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، لجلسات المشاورات والمفاوضات لتشكيل حكومته وقد أكد سعد الدين العثماني عن رغبته في لقاء زعماء كل الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، باعتبارها طريقة مغايرة للمشاورات التي كان بنكيران قد بدأها قبل خمسة أشهر، وفشل في تشكيل الحكومة. وسيلتقي سعد الدين العثماني بإلياس العماري بصفته الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، صباح يوم غد على الساعة التاسعة والنصف، كما أخبر بذلك سعد الدين العثماني، على أساس أن يلتقي بباقي زعماء الأحزاب السياسية تباعا في الأيام القليلة المقبلة، حيث يفترض أن يشكل حكومته قبل أسبوعين، فهل يمكن أن يشارك حزب الأصالة والمعاصرة في حكومة العثماني؟ مبدئا، كل شيء ممكن، لكن حزب الأصالة والمعاصرة سبق وأعلن منذ ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، اصطفافه في المعارضة، وأكد هذا الأمر في أكثر من مناسبة وفي أكثر من بيان رسمي، وقال خلال الخمسة أشهر التي دامت فيها مفاوضات تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران أنه غير معني بموضوع الحكومة. والأكثر من ذلك، أكد عدد من قادة الحزب أن المشروع المجتمعي الذي يدافع عنه حزب الأصالة والمعاصرة ويتبناه، لا ينسجم مع المشروع المجتمعي لحزب العدالة والتنمية. هذا من الناحية المبدئة، علما أنه في الجهة الأخرى، يعترف قادة حزب الأصالة والمعاصرة أن السياسة لا تؤمن بالخطوط الحمراء، وإنما بالمصالح المشتركة التي تتغيى الدفاع عن المصلحة العليا للوطن، فهل يمكن أن يضع «البام» يده مع «البيجيدي»؟