في أول تعليق له على تعيين الملك محمد السادس لسعد الدين العثماني رئيسا للحكومة خلفا لعبد الإله ابن كيران، اعتبر عبد العزيز أفتاتي، القيادي بحزب العدالة والتنمية في اتصال هاتفي مع « فبراير »، أن إعفاء محمد السادس لبنكيران، اعتمد على »تأويل سلطوي للوثيقة الدستورية » ، مردفا أن تكليف العثماني يعتبر « حلا وسط » للخروج من المأزق « الذي وضعت فيه الدولة العميقة المغاربة ». وشدد أفتاتي أن العثماني لا يملك خيارا آخر ماعدا اتباع « نهج ابن كيران » الذي قاد المفاوضات السياسية لمدة قاربت ستة شهور، فبالنسبة له، فإن « الدولة العميقة حاولت إفشال ابن كيران وأرادت أن تفرض عليه تحالفا هجينا، بعدما فشلو في محاولة الالتفات على نتائج الاقتراع يوم 8 أكتوبر والحيلولة، دون تعيين ابن كيران في 10 أكتوبر 2016 » وتوجيه « هاداك الثلاثي ولا الرباعي ولا الخماسي لإفشال مهمة ابن كيران » . أفتاتي أكد أن العثماني مطوق اليوم ب »مهمة تاريخية » تتمثل فيما أسماه ب « إنقاذ ما تبقى من آمال الانتقال الديمقراطي » وأن ما تعيشه المملكة اليوم يطرح سؤال » لمن ستؤول السلطة، هل لمخرجات الإقتراع، أم لمخرجات دهاليز الدولة العميقة ومراكز النفوذ ؟ » وأضاف البرلماني السابق المثير للجدل أن « العثماني لا يمكن أن يجاري الدولة العميقة، لأن رئيس الحكومة الجديد، سيمثل أمل المغاربة لإعادة ما حاولت هذه الأخيرة أخذه من ابن كيران ». وبما أن التعيين الملكي قد فاجأ المتتبعين الذين كانوا يظنون أن الملك سيستقبل شخصية من البيجيدي، بعد اجتماع برلمان الحزب يوم غد، فإن أفتاتي يرى أن اجتماع المجلس الوطني سيدخل في إطار تدبير المرحلة الحالية، لأن « الدولة العميقة لا تؤمن لا بأحزاب ولا بدستور ولا باقتراع ولا هم يحزنون » . أما إذا فشل رئيس الحكومة المعين في تشكيل أغلبية حكومية، فإن الحل الوحيد ساعتها سيكون هو الإعلان عن تنظيم انتخابات برلمانية جديدة، وفقا للفصل 98 من دستور 2011 « ما عدا إدا بغاو يجيبو شي دستور من شي بلاصة أخرى »، يقول أفتاتي الذي أشار إلى أن « العثماني زاهد في منصب رئيس الحكومة كما عبد الإله ابن كيران، فهو كان زميلا وصديقا للراحل عبد الله بها وتلميذ عند المختار السوسي ومعروف عنه زهده في الألقاب والمناصب ». واختتم « مجدوب العدالة والتنمية » كما قال عنه ابن كيران عندما كان رئيسا للحكومة كلامه مع « فبراير » قائلا : « الله يجعل تعيين العثماني يحد الباس »!