لماذا اختار المغرب التهدئة مع "جبهة البوليساريو" وسحب جيشه من منطقة "الكركرات" ؟.. ربما هذا هو السؤال الأكثر طرحا في الأوساط المغربية. خبراء سياسيون قدموا جزء من الإجابات عن الجدل الذي صاحب القرار. أوضحت الدوائر السياسية في الرباط، أن ممارسات واستفزازت "البوليساريو" بدأت قبل شهر واحد من عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وذلك من أجل خلق البلبلة وإجهاض عودة المملكة للبيت الأفريقي .. وبعد أن تصاعدت حدة التوتر العام الماضي مع قيام مقاتلو بوليساريو بإقامة نقطة عسكرية جديدة في الكركرات قرب الحدود مع موريتانيا، وعلى مسافة قريبة من الجنود المغاربة، بعدما بدأ المغرب بشق طريقا في جنوب منطقة عازلة تفصل بين الطرفين. وأعلنت السلطات المغربية أنها ستبدأ بالانسحاب من منطقة الكركرات جنوب الصحراء وذلك استجابة لطلب الاممالمتحدة بعدما ازداد التوتر مع انفصاليي جبهة بوليساريو المدعومين من الجزائر في هذه النقطة الحدودية وذلك تهدئة الموقف والابتعاد عن كسر وقف اطلاق النار . وأكد خبراء سياسيون في العاصمة المغربية "الرباط" أن المغرب سارع إلى نزع فتيل مواجهة مسلحة كانت محتملة مع جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات على حدوده مع موريتانيا، وأن إجراء انسحاب أحادي الجانب وبشكل فوري من منطقة الكركرات، كان بهدف احترام وتطبيق طلب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الذي عبر عن قلقه العميق إزاء تزايد التوترات في محيط الكركرات في المنطقة العازلة جنوب الصحراء. وفي الاجابة على التساؤل: لماذا اختار الملك محمد السادس التهدئة مع "جبهة البوليساريو" وسحب جيشه من منطقة "الكركرات" ؟ يعتقد على نطاق واسع، في المغرب، أن الجزائر تسعى الى امتصاص انتصار المغرب الديبلوماسي في افريقيا بعد عودته الى الاتحاد الافريقي وفتح صفحة جديدة مع عدد من البلدان الافريقية التي رحبت بعودة المغرب الى الاتحاد وعلى راسها نيجيريا التي كانت حليفة تقليدية للجزائر . ولهذا اختار الملك محمد السادس التهدئة في هذا التوقيت وسحب جيشه من منطقة الگرگرات جنوب الصحراء حتى لا يعطي مبررات للبوليساريو والجزائر للتشويش على نهجه الديبلوماسي الجديد في افريقيا. ذكر أن النزاع المسلح بين الطرفين " المغرب وجبهة البوليساريو" استمر من 1974 إلى 1991 وتمكنت الرباط من السيطرة على المنطقة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ..وتصر الرباط على أن الصحراء ، المستعمرة الاسبانية سابقا، جزء لا يتجزأ من اراضي المملكة المغربية في حين تطالب جبهة بوليساريو باستفتاء على حق تقرير مصيرها. وذكرت وزارة الخارجية المغربية في بيان، أن المغرب بدأ بانسحاب أحادي الجانب من المنطقة، وأن الملك محمد السادس اتخذ القرار بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.. وعبر البيان عن أمل المغرب بأن يؤدي تدخل الأمين العام إلى عودة المنطقة إلى الوضعية السابقة، والحفاظ على وضعها، وضمان مرونة حركة النقل، إضافة إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي