ذات يوم بائس علينا وعلى مصر منذ أقل من عامين بقليل، جلس رجل على منصته ليقول بلسان الحال والمقال: أعلن أنا المستشار فاروق سلطان المشتوم من كل الإخوان فوز الدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية، رفعت الأقلام وجفت الصحف، ثم بدأت رحلة المتحولين للهرولة نحو الرئيس الجديد، الذى قال لسان حاله: أعلن أنا محمد مرسى رئيس الجمهورية فوزى بمنصب لم يرد على بالى ولم يجر فى خيالى، أعلن أننى أنا الرئيس لا كذب، أنا الرئيس المنتخب، وبما أن ذلك كذلك فإننى أعلن تأميم جمهورية مصر العربية شركة مساهمة إخوانية!. وإذ أراد الشعب إسقاط هذا الشخص وجماعته من الحكم إذا به يصاب بلوثة عقلية اسمها: «أنا الرئيس الشرعى المنتخب، أنا الرئيس لا كذب» ومن بعدها أصيبت جماعته بذات اللوثة.
المهم يا سادة استمرت لوثة «أنا الرئيس لا كذب» مع محمد مرسى بعد خلعه من الحكم، وأنى لها أن تغادره وهو الذى قال فى إحدى القنوات الفضائية ذات يوم: «بحثت عن الإسلام فوجدته فى سيد قطب»!! مثل هذه العقلية لا وجود لها إلا فى المصحات النفسية، لذلك عندما استمعت لكلام مرسى الغبى الغباء هنا عائد على الكلام لا على مرسى وهو يقفز كالقرد فى قفصه الزجاجى بالمحكمة قلت: مرسى لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قلت بعدها: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا زمن قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة» لذلك فإن أدق توصيف لكلام مرسى الذى ألقاه فى وجوهنا وهو فى القفص الزجاجى هو هذا الحديث، الرجل التافه يتحدث فى أمر العامة.
ما علينا، نعود لمحمد مرسى وكلامه اللذيذ الذى تعود على أن يلقيه فى وجوهنا يوميا أثناء جلسات المحاكمة، ويقينا فإن الكل وقع على الأرض من الضحك أو الدهشة من هذا الرئيس المخلوع الذى وقف فى القفص يخطب وكأنه «خالتى بامبة» أو «الرغاية» التى كان الفنان أحمد الحداد يقوم بدورها، هذا هو رئيس اللت والعجن، ومن أعجب ما قابلته فى حياتى أن أجد ناسا من دوائر الإخوان معجبين بهذا الرجل الأنوى النادر، وكأن الله قد سلب منهم عقولهم وطمس على أفئدتهم، فأصبحوا مغيبين «فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا» واأسفاه على هذه الجماعة وعلى هؤلاء الناس.
ففى إحدى جلسات المحكمة تحدث مرسى أكثر من عشر مرات وكان مجمل كلامه يؤكد أنه يعيش شخصية نيرون، حينها وأنا أشاهده تذكرت الفنان الراحل عبدالفتاح القصرى وهو يلقى خطبة عصماء أمام القاضى فى فيلم «الأستاذة فاطمة» ومن بعدها قال له القاضى ساخرا: «دا إيه الفصاحة دى» وكلام مرسى لم يكن فصيحا ولكن إن جاز لنا أن نلخصه فهو عبارة عن بلاهة وهرتلة وسفاهة وكذب، عن نفسى لم أستغرب هذا الكلام ولا هذه الطريقة، فأنا أعرف هذا الأخ الذى يُدعى مرسى، وأعرف طريقة تفكيره، عفوا، أقصد بلادة تفكيره وفقر خياله ورعونة كلماته، الذى وصل إليه مرسى هو أمر أفقده شعوره فأصبح يعيش فى حالة من عدم الاتزان النفسى، هذا رجل وجد نفسه فجأة رئيسا لمصر وهو الذى كانت أعلى أمنياته أن يصبح مساعدا لخيرت الشاطر، ثم إذا بالأيام تدور ويعود مرسى إلى الزنزانة مرة أخرى فكان من البديهى أن يفقد عقله، إن كان له عقل جدلا! ولكن إذا كان مرسى ليس له عقل من الأصل فما بال هذا الذى خرج علينا مؤخرا بمبادرة للصلح مع الإخوان، هذا الشخص أقول له: من الطبيعى أن تكون على نفس مستوى مرسى العقلى لأنك وحفنة عاصرى الليمون سبب النكبة التى وقعنا فيها، من أجل هذا يا سادة فإنه ينبغى أن نحجر عليه.. لا ليس على مرسى فمرسى ليس له عقل من الأصل يتم الحجر عليه، ولكن نحجر على من قدم مبادرة للصلح مع الإخوان.