بعد برهنتها قدرة المغربيات على بلوغ المعالي، عادت مفخرة المغرب، كوثر حفيظي، لتؤكد من جديد في حوار مع موقع سي ان ان بالعربية، أنها نجم ساطع في سماء النبوغ المغربي، يؤكد قدرة المرأة المغربية على التألق وبلوغ أرقى المراتب وأسمى المناصب، وأنها واحدة من هؤلاء الذي بددوا وهم البعض وفندوا مزاعمه، وكسروا الصورة النمطية التي يراد لها حسدا وظلما أن تروج. كوثر هي اليوم مديرة قسم الفيزياء بمختبر أرجون الوطني في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي أول امرأة من شمال إفريقيا تصل إلى هذا المنصب. حفيظي عرجت على مسار دراستها فذكرت أنها تلقت تعليمها الإبتدائي في مدرسة باب مراكش بالرباط، ثم انتقلت إلى إعدادية عبد السلام السايح، وبعدها إلى ثانوية مولاي يوسف، وعقب حصولها على شهادة البكالوريا، درست في شعبة الرياضيات والفيزياء بكلية العلوم جامعة محمد الخامس بالرباط، ثم تابعت دراستها في الخارج، حيث حصلت على الماجستير والدكتوراه في فرنسا. تخصص النابغة مجال ما تحت الذرة، دقيق وحساس وغير متاح لأي أحد، وبه اكتست الباحثة صبغة التفرد والتميز، تحكي عن تفاصيله فتقول: اشتغلت لسنوات في محاولة فهم الكوارك (quark)، والغلوون (gluon)، اللذان يعدان أصغر العناصر الذرية التي تعطي البروتون (proton)، والنوترون (neutron)، والنوى (nuclei)، والذرة (atom) وكل الجزئيات التي تُرى في الكون. كما قمتُ بقيادة تجارب تحاول فهم التفاعل بين الكوارك والغلوون، وهو أقوى تفاعل يربط بإحكام القوة النووية. شغف حفيظي بمجال بحثها، امتزج باتخاذه طريقا لمعرفة الله، وهي التي ذكرت أثناء الحوار أنها طالما سألت والدها من هو الله، فكان يجيبها، « إذا درست بشكل مطول، فربما يمكنك الإجابة عن السؤال ». تضيف حفيظي، « مثل الجميع، أنا معجبة بالكون، وأتساءل من أين أتينا ولماذا تسير الأمور على هذا المنوال. وبالتالي فالعلوم « وبالخصوص الفيزياء النووية قريبة جدا من الكون، فكلما درستَ ما خلقه الله، كلما اكتشفتَ كم هو عظيم هذا الإله. لذلك فأجمل ما يمكن أن تقوم به، وهو ما يعدّ كذلك نوعا من العبادة، هو البحث العلمي فيما خلقه الله، (ثم تعطي هذه الآية من القرآن): « إنما يخشى الله من عباده العلماء ». وككثير من الأسر المغربية، لم تكن تتوفر حفيظي على الموارد المالية اللازمة لتمويل دراستها بالخارج، لذلك ساهمت جدتها وخالاتها في نفقات دراستك، تقول ساردة وجه المساعدة، « إحدى خالاتي باعت مجوهراتها لأجل أن أسافر إلى فرنسا. ما أتذكره كذلك هو هذه الجملة التي اعتاد والدي أن يقولها -توفي عام 1998-: « إذا سمعت أنني توفيت، أكملي رحلتك نحو المعرفة ». وتوصيفا لواقع المرأة المغربية، تقول كوثر حفيظي، « هناك دائما نظرة نمطية في الغرب، فهي الطريقة الأسهل بالنسلة لعدد من الأشخاص لأجل لمقاربة أمور معقدة « بشكل بسيط، لكن عندما يعرفونك بشكل أفضل، فهم غالبا يغيرون نظرتهم تجاهك ويعاملونك كفرد دون النظر إلى الخلفية التي أتيت منها. كوثر، تبلغ حاليا 44 سنة، متزوجة من باحث فيزيائي من أصل تونسي. « تزوجنا عام 1998 عندما التقينا في باريس، وحين انتقلت إلى الولاياتالمتحدة انتقل معي. « انضم زوجي إلى معهد أرجون كباحث وهو يعمل كذلك في قسم الفيزياء. لدينا ابن يبلغ من العمر 11 سنة اسمه عمر.