ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية، أن إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، قال أمس الثلاثاء، إن "طلب المغرب الانضمام للاتحاد الإفريقي، يمثل مكسبا كبيرا، مشددا على أن القضية الصحراوية وجبهة البوليساريو ماضيين في تحقيق المزيد من المكاسب الدبلوماسية". وأضاف زعيم الجبهة الانفصالية في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن "طلب المغرب الإنضمام للإتحاد الإفريقي الذي يضم "دولة البوليساريو"، التي هي عضو مؤسس له، يعد مكسبا كبيرا للقضية الصحراوية، كونه يأتي بعد أكثر من 32 سنة من انسحاب المملكة المغربية من منظمة الوحدة الإفريقية على خلفية قبول هذه الأخيرة بالجمهورية العربية الصحراوية كعضو كامل الحقوق فيها". واستسرل غالي قائلا، "المنتصر في هذا المسار (انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي)، هو "الشعب الصحراوي" والاتحاد الإفريقي وقانونه التأسيسي، الذي يلزم كل دولة عضو فيه باحترام الحدود الموروثة عند الاستقلال واحترام كل الدول المكونة للاتحاد وسيادتها، مع ضرورة العمل على حل المشاكل بالطرق السلمية". ونبه المتحدث إلى أن "النظام ووسائل الإعلام المغربية تقود حملة إعلامية كبيرة تحاول من خلالها إيهام الرأي العام المغربي بأن انضمام المملكة للاتحاد الإفريقي يشكل نصرا لها، وبالتالي فإنها تحاول تقديم الهزيمة على أنها نصر". وفي خضم زعم البعض أن عودة المغرب إلى الإتحاد اعتراف بالجبهة، وإذعان لشروطها وتسليم بالحدود الموروثة عند اللإستقلال، الملك محمد السادس استبق الأمر هذا فوضحه خلال خطاب العرش الأخير، إذ جلى أن عودة المغرب إلى مقعده، « لا تعني أبدا تخليه عن حقوقه المشروعة أو الإعتراف بكيان وهمي يفتقد لأبسط مقومات السيادة، تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية، في خرق سافر للقانون ». الدكتور تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بالرباط، بسط القول مزيلا اللبس، فذكر أن المغرب يعتبر عودته إلى الاتحاد الإفريقي بمثابة استرجاع لمكانه الطبيعي داخل المؤسسة القارية، التي انسحب منها سنة 1984، عقب قرار أمينه العام إذ ذاك إيدين كودجو، المتمثل في ضم جبهة البوليساريو إلى المنظمة، معتبرا أن العودة ترتبط بهذه الإستمرارية التي كانت مرتبطة بتوقيع ميثاق أديس أبابا سنة 1963، والذي أسست بمقتضاه منظمة الوحدة الإفريقية، مضيفا أن محاضر ذلك الإجتماع تتضمن تحفظا صريحا حول ما يسمى مبدأ « لا مساسية الحدود الموروثة عن الإستعمار »، بل أكثر منه، يقول الأستاذ تاج الدين في تصريح ل »فبراير »، « فالخطاب الذي وجهه الملك من العاصمة كيغالي كان واضحا دالا على أن عودة المغرب لا تعني الإعتراف بالكيان الوهمي، بل لاحظنا أن الأغلبية المطلقة لأعضاء الإتحاد ممثلين في 28 دولة قدموا مذكرة تتضمن أن عودة المغرب تقتضي التعجيل بتجميد عضوية البوليساريو، في انتظار التوصل إلى حل سياسي وفق الخيار الذي اعتمدته الأممالمتحدة عن طريق مجلس الأمن » المحلل السياسي اعتبر في تصريح ل »فبراير »، أن المصادقة على الميثاق التأسيسي للإتحاد الإفريقي لا يمكن أن تكبل المغرب فيما يتعلق بقناعاته الأساسية بخصوص وجود كيان وهمي لا يتوفر على مقومات الدولة، لكنه في المقابل، يردف المتحدث، « لم يكن للمغرب خيار إلا السير في هذا الإتجاه هناك خيار معالجة الإتحاد من الداخل عوض العمل من خارجها ».