كشفت مجلة « جون أفريك » في مقال تحليلي حول أزمة تشكيل الحكومة، أن التحالف الرباعي الذي يقوده عزيز أخنوش، رئيس حزب « التجمع الوطني للأحرار »، يراهن على إضعاف دور رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في قيادة مسلسل المشاورات، كما يراهن على نزع بساط الثقة من تحت حزب « العدالة والتنمية »، وقدرته على تشكيله الائتلاف الأغلبي. وأورد موقع المجلة الفرنسية الشهيرة، أن التحالف الرباعي الذي يضم (الاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار)، يسعى جاهدا إلى « تحييد » الميول المحافظة للإسلاميين، الذين وصلوا إلى السلطة للمرة الثانية على التوالي، في الوقت، الذي أكد ملك البلاد إلى أنه في حاجة إلى حكومة قوية ومنسجمة، من أجل متابعة مشاريعه الإفريقية ». وأردفت الجريدة، أنه بعد ثلاثة أشهر من تشريعيات 7 أكتوبر، التي جعلت الإسلاميين القوة السياسية الأولى في البلاد، وبعد « بلوكاج » مؤسسي وسياسي عمّ كل المرافق الدستورية، يجد المغرب نفسه أمام أزمة سياسية حقيقية، فبعد حرب البلاغات التي اشتدت أوزارها بين أخنوش وبنكيران، لم يعد لهذا الأخير أي مساحة للمناورة سوى التقيّد بحلين، أولهما البحث عن شركاء سياسيين جدد لتشكيل أغلبيته، وهذا أمر مستبعد ما دام بنكيران استنفذ كل ما في جعبته السياسية، ولم يعد يتوفر سوى على حليف وحيد في الأغلبية وهو « التقدم والاشتراكية »، السيناريو الآخر الذي قدّمته المجلة، هو إرجاع المفاتيح للملك وإعلان بنكيران فشله الرسمي في تشكيل الأغلبية، ما دام الملك هو الضامن الأسمى لسير المؤسسات بحسب منطوق الدستور، الأمر الذي سيجعلنا أمام سيناريو إعادة الانتخابات أو تعيين رئيس حكومة جديد ». واعتبرت المجلة المشاورات الحكومية التي يقودها بنكيران، الأطول في عهد الملك محمد السادس، إذ من الصعب التكهن بما قد يحدث في قادم الأيام، خصوصا، وأن بنكيران أعلن بما يشبه القطيعة مع مسلسل المشاورات، بعدما تشبّث أخنوش بحلفائه الثلاثة، وهي نهاية، سبقها الإعلان الضمني لحكومة جديدة بأغلبية قديمة، إلا أن إصدار أخنوش لبيان موقع من قبل ثلاثة أحزاب أعاد المشاورات إلى نقطة الصفر.