وافقت اللجان المختصة في وزارتي الداخلية والصحة بالحكومة الفلسطينية على تصحيح تاريخ ميلاد أكبر معمر في قطاع غزة وهو الحاج رجب محمد يوسف التوم (125 عامًا). وبلغ عدد أحفاد التوم 300 حفيد، وعاصر الحكم العثماني، وبعده الانتداب البريطاني، ثم احتلال اليهود لفلسطين، وبعده ضم غزة لمصر والضفة للأردن، وأخيرا عهد السلطة الفلسطينية. وذكر مدير عام الإدارة العامة للأحوال المدنية أحمد الحليمي أن اللجان المختصة بوزارتي الداخلية والصحة وافقت الخميس على تصحيح تاريخ ميلاد الحاج الفلسطيني رجب التوم، من سكان منطقة التوام، شمال مدينة غزة من 1/1/1902 إلى 1/1/1889، وبذلك يكون أكبر معمر فلسطيني. وأشار الحليمي إلى أن الاحتلال دمر منزل عائلة المعمر الفلسطيني، وأتلفت الوثائق الوطنية للعائلة، من بينها وثائق المعمر التوم. وبعدما تم تصحيح بياناته يسعى أحفاد الحاج التوم لإدراجه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر معمر في العالم. ورغم أن رجب التوم تجاوز ال 125 عاما من العمر، إلا أنه ينبض بالحيوية والصحة عندما يتحدث عن حياته ومغامراته ومعاصرته للحكومات التي توالت على فلسطين منذ عام 1900 حتى الان ، ويستذكرها بأدق التفاصيل . ولد الحاج رجب التوم في جباليا شمال قطاع غزة ، والتحق بالعمل بارض والده كمزارع ثم انتقل للعمل في حيفا مع مهندس المانى كمشرف على العمال منذ صغره ، وذلك لعدم وجود مدارس في تلك الايام التي اضطر فيها للعمل في جباليا وحيفا. عاصر الحاج رجب التوم، الذي يبلغ من العمر 125 عاما ، ثلاثة قرون، فقد ولد في العقد التاسع من القرن التاسع عشر، وعاش القرن العشرين بأكمله، ومازال يعيش في القرن الواحد والعشرين. و عاصر التوم خمس حكومات تعاقبت على فلسطين، والتي بدأت بالعهد العثماني في فلسطين ومن ثم عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وبعد ذلك لدى احتلال اليهود للأرض ومن ثم عهد ضم غزة للمصريين والضفة للأردنيين، وأخيراً عهد السلطة الوطنية الفلسطينية. وبحسب أحفاده فهم يملكون شهادة ميلاد له وشهادة انهائه الخدمة العسكرية في الجيش التركي، ويسعون لإدراجه كأكبر معمر في العالم حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك، والتي تشير إلى أنه من مواليد عام 1885 ميلادية. ويجلس الحاج رجب متحوطاً بأولاده وأحفاده وأولاد أحفاده الذين يبلغ عددهم الثلاثمائة أو أكثر قليلا، مفتخراً بهم وبعائلته الكبيرة التي رآها تتوسع يوماً بعد يوم وراقب أفرادها يكبرون سنة تلو الأخرى على مدار ثلاثة قرون متتالية . وشهد الحاج التوم اول مراحل الحكم العسكري على فلسطين قائلا "اول حكم كان موجود في فلسطين هو الحكم العثماني ، وعملت حنديا في صفوفها منذ الثامنة عشر من عمرى ، وكنا نتنقل مع الجنود على الجمال ، ولم تكن في تلك الايام لا سيارات ولا دبابات ولا أي وسيلة مواصلات ". ويتابع " وبعد سنوات طويلة احتل الانجليز بلادنا وقامت حرب بينهم وبين العثمانيين ، وهرب الاتراك الى بلادهم وسيطر الانجليز على بلادنا بعدما توافدوا عليها في البواخر ، وكانوا يتنقلوا داخل فلسطين بالخيل ، ويحمل كل جندي بارودة". والحاج رجب الذي يبدو بكامل قوته بالرغم من تقاسيم السنين البادية في وجهه ليس إلا شيخاً عادياً ذو ذاكرة تؤرخ أعواماً وأعواماً من الحروب التي مرت على الشعب الفلسطيني؛ فمن الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها الدولة العثمانية الذي كان يعمل جندياً في صفوفها إلى حرب عام 1948 التي شهدت تشريد الآلاف من الفلسطينيين ولجوئهم في منافي المخيمات مروراً بحرب ال1967 وغيرها من الحروب وصولاً للحرب الأخيرة على غزة التي شهدت أبشع وأعنف أشكال العدوان والقتل. يتحدث التوم اللغتين التركية والعربية بطلاقة، ويحفظ بعض الجمل من اللغة الألمانية والعبرية والانجليزية، له من الأولاد والأحفاد ما يزيد على الثلاثمائة من أولاده البنين والبنات.