من المنتظر أن تتسارع وثيرة تشكيل الحكومة في الأيام القليلة المقبلة، على نحو ما أكدته مصادر متابعة لمسار المفاوضات، والتي أكدت أن الحكومة سترى النور في الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك بعد عودة ابن كيران من موريتانيا وتكثيف اللقاءات مع الأحزاب المعنية بالحكومة. وتشير عدد من المؤشرات إلى أن حزب الاستقلال يوجد في وضع حساس بشأن مشاركته في الحكومة المقبلة، حيث من المنتظر أن يتراجع حماس عبد الإله ابن كيران في الدفاع عن مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة، بنفس القوة التي أبداها خلال الجولة الأولى من المفاوضات. وتفيد نفس المعطيات أن عبد الإله ابن كيران لم يكن مرتاحا بعد لقاءه الأخير بعزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، والذي بسط فيه أخنوش غضبه من تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، وطالب بعدها بعقد لقاء آخر في انتظار أن تتضح الصورة أكثر، خاصة بعد أن استفز شباط الجارة الموريتانية، حينما قال إنها تدخل ضمن الحدود التاريخية للمغرب. ولم يظهر عبد الإله ابن كيران مع عزيز أخنوش حينما كان رئيس الأحرار يدلي بتصريحاته للصحافة. وتسود حالة من الترقب في صفوف حزب العدالة والتنمية بشأن الخطوة المقبلة التي سيقدم عليها بنكيران اتجاه حزب الاستقلال، علما أن رئيس الحكومة المعين، والذي سافر إلى موريتانيا لرأب الصدع مع القادة والمسؤولين الموريتانيين، وعلي رأسهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، قال لوسائل إعلام موريتانية أن تصريحات حميد شباط غير مسؤولة، فهل سيدافع ابن كيران عن أمين عام حزب يعتبر تصريحاته غير مسؤولة؟! وقد تسببت التصريحات الأخيرة لحميد شباط في غضب قيادة الحزب وقادته التاريخيية، بالنظر إلى سياقها غير المفهوم، وأهدافها غير المعلنة، وقد تلقى بعد ذلك صفعتين قويتين، الأولى من قبل عباس الفاسي، والثانية من توفيق احجيرة. وتخدم الوضعية التي توجد عليها المفاوضات اليوم عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، والتي ستمكنه وعبد الإله ابن كيران من تسريع المشاورات في اتجاه استبعاد حزب الاستقلال، أو على الأكثر ضمان مشاركته بعدد وزراء أقل وبحقائب متواضعة، وهو الأمر الذي سيدفع قيادة حزب الاستقلال إلى رد فعل قد يكون أقوى، يسرع من وثيرة اصطفافه في المعارضة. تجدر الإشارة إلى أن عباس الفاسي اعتبرخروج حزب الاستقلال من حكومة بنكيران خطأ.