وهو على عتبة الخمسين، التقى محمود درويش صحافية لبنانية شابة في باريس، ويبدو أنه أغرم بها، فقابلها أكثر من مرّة في بيته الباريسي، وتمشّيا، كما تذكر الأحداث، معا تحت المطر الحزين. وعلى صفحته على الفيسبوك كتب الزميل الدكتور موسى برهومة انه "دارت بينهما أحاديث كثيرة عن القهوة وباريس وبيروت والطفولة وريتا والرسم والشعر".
قال درويش للصحافية العشرينية إيفانا مرشيليان التي كان يسميها "الرهيبة": "بتعرفي إنو أنا وزغير كنت حابب كون رسّام. وكيف صرت شاعر؟ لأن ما معي ثمن الألوان، كان أسهل عليّ إحصل عالورقة والقلم وإكتب". وعن أمه قال: "لو استطعت أ...ن أفكّ خصرها وضفائرها من لعنة الرموز لفعلت. نعم، تركت وجهي على منديلها، لأني خارجَها أفقد ملامحي"..
الحوار صدر أخيرا في كتاب عن دار الساقي ببيروت بعنوان: "أنا الموقّع أدناه محمود درويش" وبخط يد الشاعر الذي أوصى الصحافية في 2008 أن تنشر الأوراق بعد خمس سنوات، وكأنه كان يتنبأ برحيله قبل صدور الكتاب الذي قال إنه يرغب في أن يكون "هدية لقرائه"..
درويش يرصد آلام الفلسطيني ومكابدته الوجودية، إذ يقول عن الخيمة الحاضرة في شعره، إنها ليست خيمة شعرية، "بل هي أحد أسماء بؤس شعبي. هي أحد عناوين المصير المأسوي لجزء كبير من شعب لا يستطيع العودة إلى وطنه، ولا يستطيع الاندماج في منفاه"!!