أوضح الدكتور عبد الفتاح الفاتيحي الخبير في النزاع المغربي الجزائري ل"فبراير.كوم"، أن إعلان رئيس الحكومة الأسبق بن فليس، ترشحه للانتخابات الرئاسية في الجزائر، يعكس بالملموس حالة الرفض الجزائري لتحديث الدولة، ويكشف حالة الانحسار في العمل السياسي للجارة الجزائر. وأكد الدكتور أن فرص فوز بن فليس ضعيفة جدا، وهو ما يجعل ترشيحه غير ذي دلالة سياسية، ولا يعدو أن يكون مناورة لاستمرار تأكيد الجيل التاريخي في قيادة البلاد، وحتى إن كان بن فليس يحاول تمييز نفسه، بأنه من أشد المعارضين لبوتفليقة، بعد أن كان حليفا له لسنوات، فإنه لا يعكس صورة جديدة لممارسة سياسية مختلفة عن الرئيس الحالي وأجهزة العسكر المتحكمة في الفعل السياسي.، ونجاحه لن يتم، إلا بعد تأشير الجيش عليه. وأضاف الفاتيحي، الوضع السياسي الجزائري لا زال يراوح مكانه، ولم تتبلور لديه رؤية تحديث خطابه السياسي، وما ترشح رئيس الحكومة الأسبق للانتخابات الرئاسية، إلا دليل على أن الأجيال السابقة تعيد نفسها، وترشح فاعل سياسي تقليدي، ماهو إلا تحصيل حاصل للمشروع الجزائري على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما تستوعبه الجزائر، لكنها لا تملك بدائل حقيقية عنه، وترشح بن فليس بالإضافة إلى ذلك هو ترسيخ لنظرية الحزب الحاكم، ألا وهو جبهة التحرير الوطنية. وعن علاقة ذلك الترشح بالأوضاع السياسية بين المغرب والجزائر، أشار الفاتيحي إلى أن خطاب بن فليس هو نفسه الخطاب الجزائري، الذي يدعم إجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء المغربية، تحت إشراف الأممالمتحدة، مضيفا في الوقت ذاته، أن الواقع السياسي الجزائري، يؤكد حالة الفساد المالي والسياسي، التي لا تجد لها الهيأة السياسية أية حلول، وهو ما يشير إلى أن الولاية الرئاسية الجديدة قد لا تخرج عن محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المدعوم بالجناح العسكري، موضحا أن بن فليس، يحاول اللعب على الفساد المستشري في محيط بوتفليقة، إلا أن خطابه السياسي غير مقنع ولم يخرج عن مواصلة سياسة بوتفليقة، حيث تعهد بمواصلة مشروع المصالحة الوطنية الذي وضعه بوتفليقة لإنهاء حرب أهلية دامت بين 1992 و2002 وأودت بحياة آلاف الجزائريين