لم يكن متوقعا أن ينتقل مستشار الملك فؤاد عالي الهمة في هذه المرحلة الدقيقة بالذات إلى الجزائر.
أما المقصود بالمرحلة الدقيقة فالجدل الذي أثاره تقرير المبعوث الخاص للأمم المتحدة المكلف بالصحراء كريستوفر روس، والذي تطور إلى درجة سحب الثقة منه رسميا من طرف المغرب الذي اعتبر أنه جانب الحياد وتموقف لصالح البوليساريو وتحديدا الطرح الجزائري.
وإليكم الخبر الذي نشرته "لاماب" زوال هذا اليوم: قدم المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة٬ والسفير عبد السلام الجعيدي٬ اليوم السبت بالجزائر العاصمة٬ تعازي الملك محمد السادس على إثر وفاة المطربة الجزائرية وردة.
وتوجه فؤاد عالي الهمة وعبد السلام الجعيدي٬ مرفوقين بسفير المغرب بالجزائر٬ عبد الله بلقزيز٬ إلى قصر الثقافة بالجزائر العاصمة للترحم على روح الفقيدة٬ قبل أن يوقع فؤاد عالي الهمة في دفتر التعازي. إثر ذلك٬ توجه أعضاء الوفد المغربي إلى مقبرة العاليةبالجزائر العاصمة لحضور مراسم تشييع جثمان الفقيدة بمربع الشهداء. وقدم فؤاد عالي الهمة٬ بالمناسبة٬ تعازي الملك إلى الوزير الأول الجزائري٬ أحمد أويحيى٬ كما سلم رسالة تعزية من الملك إلى ابن الراحلة وردة التي وافتها المنية٬ الخميس الماضي٬ بالقاهرة عن سن 72 عاما. وكان في استقبال فؤاد عالي الهمة٬ وعبد السلام الجعيدي٬ لدى وصولهما إلى مطار الجزائر العاصمة الدولي٬ مراد مدلسي٬ وزير الشؤون الخارجية الجزائري٬ وعبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية٬ وكذا سفير المغرب بالجزائر."
انتهى خبر الوكالة الرسمية. لكن، الزيارة المفاجئة تعيد إلى الأضواء من جديد رجل الظل فؤاد عالي الهمة الذي يعود أكثر قوة إلى مؤسسة الديوان الملكي للتحرك هذه المرة بوجه مكشوف في حقل الديبلوماسية المغربية، ومن داخل ديبلوماسية الجنازات، في عز التنزيل السياسي للدستور الذي يعطي صلاحيات أكبر إلى رئيس الحكومة.
وصحيح أن الهمة أضفى لمسة إنسانية على تحركه الديبلوماسي عبر زيارته قبر الراحلة وردة بمعية وزير الخارجية والتعاون الجزائري مراد مدلسي، لكن من الواضح أن مضمون الزيارة لم يكتف بالتعازي وأن إشارات كثيرة تبودلت، وأن العديد من المياه جرت في نهر زاد اختناقا مع أزمة روس الأخيرة.