قال أحمد عصيد الباحث الأمازيغي في تصريح ل « فبراير.كوم » بخصوص واقعة اعتقال عضوين ينتميان لحركة التوحيد والاصلاح (عمر بن حماد وفاطمة النجار)، أن الواقعة عادية وتقع آلاف المرات في كل بلدان العالم، فالعلاقات الوجدانية بين الرجال والنساء والعلاقات الجنسية وعلاقات الحب والتعلق هي من الطبيعة الإنسانية، ولهذا أدخلت المرجعية الدولية لحقوق الانسان لعلاقات الرضائية بين طرفين بالغين ضمن الحريات الفردية. وقد اعتبرنا، يضيف عصيد، بأنه من الضروري الوعي في بلدنا بهذه القيم التي هي من قيم عصرنا، غير أن « إخواننا » في التيار المحافظ اعتبروا بأن هذه القيم مذمومة لديهم و نادوا بقيم ثراتية لمجتمع لم يعد موجودا وحاولوا أن يفرضوها وأن يجعلوا المجتمع يبقى في طور المحافظة، مانعين بذلك أي تطور نحو المزيد من احترام حرية الفرد، وأشار إلى أن ما يقع فيه التيار المحافظ من مشاكل يدل على أن أطروحتنا على صواب . وأكد عصيد أن الحريات الفردية هي من صميم حقوق الانسان وأن على الدولة أن ترفع يدها عن الحريات الفردية للمواطنين وأن لا تعتمد هذه النزعة الأخلاقوية الضيقة والمنافقة والتي في النهاية لا تخلق فضيلة ولا مواطنين في مستوى الكرامة المطلوبة فالسلطة تحاول أن تصنع لكل مواطن وجهين : وجه للفضاء العام ووجه للحياة الخاصة، بينما الصحيح على الناس أن يقولوا ما يعيشون وأن يعيشوا ما يقولون. وهذا مازلنا بعيدين عنه، يقول عصيد، بسبب أسلوب السلطة في تدبير شؤون المجتمع الذي مازال عتيقا و متجاوزا و كذلك بسبب شغب التيار المحافظ الذي يعتقد كلما حافظ للمجتمع على هذا الطابع التقليدي كلما تمكن من ممارسة الوصاية على عقول الناس وسلوكاتهم. بالنسبة لي أقول من حق أي مواطن أن يحب أو يعيش علاقة وجدانية شرط أن يكون ذلك رضائيا وليس اغتصابا أو تسلطا أو اعتداء على غيره.