بعيدا عن وجوه فنانين من عيار البيغ ودنيا باطما وفنانين آخرين حبلت بهم لائحة الموشحين السنة الماضية بمناسبة عيد العرش، كان ثمة نفس آخر غلب عليه الطابع الاجتماعي والنضالي والسياسي والأمني في الذكرى ال17 لتربع الملك على العرش. في كل سنة يتم اختيار مجموعة من الوجوه البارزة لتوشيح صدرها بأوسمة ملكية، وذلك بالتزامن مع احتفال الملك المغربي بعيد جلوسه على العرش، هذه السنة تم توشيح مجموعة من الشخصيات منهم سياسيون ساهموا بتأثيرهم في المشهد السياسي الوطني، وشخصيات عسكرية وأمنية أثبتت قدرتها على محاربة أعداء الأمن والاستقرار، ودفع المغاربة شر الإرهاب، بالإضافة إلى معتقلين أفنوا حياتهم في النضال، ووجوه أخرى كرست حياتها لخدمة القضايا الإنسانية، دون أن تغفل لائحة الموشحين تلميذات متفوقات شرفن بلدهن. بعيدا عن وجوه فنانين من عيار البيغ ودنيا باطما وفنانين آخرين حبلت بهم لائحة الموشحين السنة الماضية، كان ثمة نفس آخر غلب عليه الطابع الاجتماعي والنضالي والسياسي والأمني.. ماذا يميزهم عن غيرهم هو عزيمان.. لععل ما جعله يقف اليوم أمام الملك ليوشح صدره بوسام العرش من درجة الحمالة الكبرى، هو عطاؤه في تأثيث المشهد السياسي وما تزال مياه عطائه لم تنضب بعد، إذ ما يزال يشرف على قطاع مهم لدى كافة شعوب العالم وهو قطاع التعليم. عمر عزيمان رئيس المجلس الأعلى للتعليم اليوم، كان فيما مضى يشغل مناصب مهمة أبرزها حينما شغل منصب وزير العدل. هي فاطمة بركة.. بعيدا عن عالم السياسة والمناصب العسكرية، فالعمل الإنساني ورعاية الضعفاء كان من بين اهتمامات من حدد لائحة وأسماء الموشحين، فاطمة بركة مغربية مقيمة في استراليا، تمكنت هذه المرأة الفذة من إعادة الحياة لطفل صغير تطواني ولد بتشوهات خلقية على مستوى الوجه، وذلك بمساعدته على تجاوز هذه المحنة، حيث سهرت على إجراء عملية كلفت الملايين، تحت إشراف طاقم طبي استرالي متخصص. إنها لطيفة الجبابدي.. من قال أن الوطن يتنكر لأبناءه، فمن اكتوت البارحة من حر سنوات الجمر والرصاص، وذاقت علقم المعتقلات، وقفت اليوم أمام الملك ووشحها بوسام قد ينسيها بعضا من ليالي معتقل درب مولاي الشريف، من تكون سوى لطيفة الجبابدي القيادية بحزب الاتحاد الاشتراكي، والتي توصف بمعارضة الحسن الثاني، والباحثة في علم الاجتماع، وحجر من أحجار الزاوية للنضال النسائي في المغرب. أميمة أصغر الموشحات بالوسام تبلغ من العمر السابعة عشر سنة، لكن معدلها وصل إلى 19,21، مستوى أسرتها متواضع وبسيط، ما دفعها إلى الإحساس بالغبن والنقص عند إعلان نتائج الباكلوريا لعدم الاهتمام الذي طال أميمة قصاب ابنة مدينة بوجنيبة الصغيرة، لكن لم تكن تعلم أن ثمة وساما ملكيا سينصفها ويعيد لها الاعتبار. كذلك كان التوشيح من نصيب صديقتها نهال أشهبار الأولى على مستوى المغرب في الباكلوريا هذه المرة بالمدارس الخاصة. ولا يمكن قراءة لائحة الموشحين من دون اسم بات شهيرا في المغرب. إنه عبد اللطيف الحموشي.. فالأمن والاستقرار شعار لا يفارق الخطب الملكية وخطابات رجال الدولة، منذ هبوب عواصف الربيع العربي سنة 2011، فمن منح أمانة الحفاظ عليه؟ إنه عبد اللطيف الحموشي الرجل الأول في الأمن والاستخبارات الداخلية، قلة هم يستطيعون الجمع بين المهمتين، ولهذا كان أول أبرز الموشحين، بعد أن كانت دعوى قضائية في باريس قد أربكت صورة المغرب الأمني وجعلتها موصومة بعنواني التعذيب والاختطاف، التي أكدت توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، أن المغرب يؤسس اللبنات الأساسية ليطوي معها نهائيا. لعل ما قامت به اليوم ليلى أمزيان سليلة الجنرال أمزيان من محاولتها تقبيل الملك وهو يوشحها، سيشغل مغاربة الفيسبوك هذه الأيام، فالموشحة تشغل منصبا مهما بالبنك المغربي للتجارة الخارجية الذي يديره زوجها عثمان بن جلون الرجل الأغنى وطنيا، والمصنف ضمن 900 الأوائل من أغنياء العالم، وتهتم بنت المارشال محمد أمزيان بالعمل الإنساني وبناء المدارس في مسقط رأسها بني نصر بالناظور. اللائحة كذلك ضمت شخصيات أجنبية وشحها الملك اليوم وأبرزهم خوسي لويس رودريغيس ثاباتيرو رئيس الحكومة الاسبانية السابق. اللائحة لم تقفل هنا إنما عرفت أيضا حضور اسم عباس الجيراري المستشار الملكي السابق وأستاذ بالمدرسة المولوية سابقا، كما ضمت كذلك المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بن خضرا، وطارق السجلماسي الرئيس المدير العام لمجموعة القرض الفلاحي.