لم يكن حسن الكتاني وعمر الحدوشي السلفيين المفرج عنهما بعفو ملكي مؤخرا، يعتقدان أن الأمن التونسي سيمنعهما من دخول تونس ما بعد خلع الديكتاتور بنعلي، اعتقادا منهما أن حزب النهضة الحاكم بقيادة راشد الغنوشي ودع مصطلح المنع إلى غير رجعة، وانهما سيكونان في ضيافة "الإخوان". لكن، ما حدث أربك كل الحسابات: تونس التي يرأسها الحزب الاسلامي"النهضة"، منعت مساء أمس كلا من الحدوشي والكتاني من ولوج ترابها. قرار المنع حسب الناطق الرسمي باسم حكومة المرزوقي يرجع لكونهما:"يوجدان ضمن قائمة الأشخاص الممنوعين وغير المرغوب فيهما لدخول التراب التونسي، وهذا ما أدى إلى ترحيلهما على الفور إلى المغرب. عقب عودة الشيخين من تونس اليوم، اعتبر الأستاذ حمزة الكتاني قريب الشيخ الكتاني في تصريح ل"فبراير.كوم" أن ما وقع هو" اشكال أمني قد يطال البرلمانيين وغيرهم، الشيء الذي سبق أن حدث، لكون وزارة الداخلية المغربية تعمم على وزارات الداخلية في البلدان الأخرى رسالة تضم عددا من الأسماء التي يجب منعها من الدخول لأراضيها، وبما أن اللائحة تضم أسم الشيخين في مرحلة سابقة، أي أثناء اعتقالها، فإن الحاسوب لازال يحتفظ باسمهما كأي اسم ممنوع دخوله التراب التونسي من باب التنسيق الأمني بين البلدين" ثم يضيف مؤكدا أن:"السلطات المغربية لم تقم بإخبار السلطات التونسية على أن الشيخين أفرج عنهما وبات مرحبا بهما ولا داعي لمنعهما من دخول التراب التونسي".
الديبلوماسية المغربية في شخص وزير الخارجية سعد الدين العثماني دخلت على الخط لتدارك الوضع في قضية الحدوشي وحسن الكتاني رفقة وزارة العدل والحريات في شخص وزيرها الرميد ومنتدى الكرامة باسم رئيسها حامي الدين على أساس أن عودة السلفيين إلى تونس ستتم بعد مضي 10 ايام حسب ما أكده ذات المتحدث.
راشد الغنوشي الأمين العام لحزب النهضة التونسي كان قد حاول حفظ ماء وجه الاسلاميين بتونس والتدخل لمنع ترحيل السلفيين إلى المغرب، غير أن وزارة الداخلية التونسية حالت دون ذلك، حسب ما أفاد به مصدر مطلع لموقع "فبراير.كوم"! فهل نفهم من ذلك أن السلطة التونسية لازالت تسيّر بالمنطق البنعلي. يبدو أن الحواسيب الأمنية تحن إلى عهد بنعلي!
وكانت وكالة فرانس بريس ، قالت إن حوالي 300 سلفي تونسي تجمعوا صباح اليوم بمطار قرطاج للاحتجاج على منع وترحيل السلفيين المغربيين، وأضافت الوكالة أن السلفيين التونسيين حجوا إلى المطار ليلة الإثنين لاستقبال زملائهم المغاربة.