قال الحبيب أيوب، الذي كان أحد ابرز القادة العسكريين في جبهة « البوليساريو » قبل التحاقه بالمغرب، إن محمد عبد العزيز زعيم الجبهة الذي وافته المنية أمس الثلاثاء، كان مسؤولا عن كل التصرفات والممارسات التعسفية منذ 1976. وأوضح أيوب أن « كل التصرفات الطائشة والتعسفية كان هو وراءها » قبل أن يضيف « هو كان ينفذ تعليمات الجزائر. وعن شخصية الراحل الذي » كان يعرفه جيدا « ، قال الحبيب أيوب أنه كان شخصية « تسلطية منفردة » وبالتالي « لم يكن من الممكن أن يتحقق حوله إجماع في الجبهة. وأضاف نفس المتحدث « كنت على خلافات دائمة معه »، مؤكدا في ذات السياق، أن « رحيله ستكون له انعكاسات سياسية على جبهة « البوليساريو » حيث ستظهر « صراعات على السلطة ». من جهته أكد البشير الدخيل أحد مؤسسي جبهة « بوليساريو »، أن محمد عبد العزيز الذي وافته المنية أمس الثلاثاء بعد معاناة طويلة مع المرض، فشل فشلا ذريعا في قيادة هذه الجبهة الانفصالية. وأضاف الدخيل أن « جبهة بوليساريو تعيش أزمة عميقة لا يمكننا تصورها »، مبرزا أن السكان المحتجزين في مخيمات تندوف يعيشون تحت رحمة مجموعات تنفذ إملاءات قادة الجزائر. وأشار الدخيل إلى أن « هذه الازمة اندلعت خلال المؤتمر الثاني لجبهة « بوليساريو »، بعدما خرج السكان المحتجزون للتنديد بالظروف اللاإنسانية والحصار الذي تفرضه عليهم قيادة ما فتئت تستغل معاناتهم للاستغناء، عبر تحويل المساعدات الانسانية الدولية الموجهة أساسا لهم. واعتبر نفس المتحدث، أن قضية الصحراء، ستدخل، بعد وفاة محمد عبد العزيز، فصلا جديدا، مسجلا أن السلطات الجزائرية تتشبث بموقفها إزاء هذا النزاع من خلال استدامة الأزمة مع جارها المغرب. وأشار البشير الدخيل أن « جبهة بوليساريو ليس لديها أي بديل سوى تنفيذ سياسة الجزائر، معربا عن أمله في انبثاق نخبة قادرة على ضمان انتقال حقيقي يشكل قطيعة مع الماضي. من جهة أخرى، أكد البشير الدخيل، أن حصيلة إدارة محمد عبد العزيز، التي وصفها ب »الأتوقراطية » كانت حافلة بالتوتر والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في مخيمات تندوف، ورفض إحصاء الساكنة المحتجزة وتحويل المساعدات الانسانية الدولية والاغتناء غير المشروع وغياب التعددية والجمعيات وقمع الحريات الفردية والجماعية وخصوصا ضد الأشخاص الراغبين في المصالحة ومحاولة الالتحاق بالمغرب. وخلص بالقول إلى أن تجديد قيادة البوليساريو يظل رهينا بسياسة السلطات الجزائرية ، مؤكدا أن محمد عبد العزيز كان قيد حياته خير منفذ لمخططات ساسة الجزائر ذات الصلة.