كتبت الأسبوعية الفرنسية « جون أفريك » أن الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس الى الصين تأتي رغبة من الملك في استقطاب الاستثمارات الصينية، وتوسيع دائرة حلفاء المملكة الخارجيين بعد الزيارة التي قام بها لكل من روسيا ودول الخليج. ونلقت الصحيفة الفرنسية على لسان رجل أعمال مغربي أن رجال الأعمال المغاربة كانوا يشعرون قبل نحو عشر سنوات بالضيق عندما يتم نطق عبارة « الصين »، وفي تلك الفترة وضع هذا البلد على التو رجله في منظمة التجارة العالمية، « لقد كنا نظن في تلك الحقبة أن الصين ستبتلعنا جميعا »، يقول رجل أعمال مغربي، وهو يفسر التخوف والتوجس الذي كان يطبع علاقات رجال الأعمال المغاربة بنظرائهم الصينيين. وأشارت الأسبوعية الفرنسية الى أن الجميع كان يردد في المؤتمرات الاقتصادية التي كان تعقد في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء عبارة « عندما تستيقظ الصين سيسقط الجميع »، وهي العبارة التي قالها نابليون بونابارت سنة 1816. هذه الصورة التي تكونت لدى رجال الاعمال المغاربة من الصين لم تمنع رجال أعمال هذا البلد من البحث عن موطئ قدم في التراب المغربي، وبالضبط بأشهر الأزقة الاقتصادية رواجا في البيضاء « درب عمر »، التي يخال فيها الزائر نفسه كأنه يتجول في احدى أحياء بكين. وأوضحت الأسبوعية الفرنسية أن الملك أراد من خلال ترأسه لوفد هام يتكون من مستشاريه وعدد من وزراء الحكومة أن يظهر للصينيين أن صورة الصين تغيرت لدى المغاربة، وأن البلد لم يعد ذلك « الغول » المخيف لرجال الأعمال المغاربة، مشيرة الى أن الملك محمد السادس يبحث عن التقرب من أول قوة اقتصادية عالمية وعضو مؤثر في مجلس الأمن بعيدا عن فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. وأكدت « جون أفريك » أن الرباط شنت خطابا هجوميا ضد الغرب، وتريد القضاء على أي وصاية من أي دولة أو معسكر، كما ان المغرب دشن سياسة « عدم الانحياز » التي تتيح لها البحث عن شركاء جدد، حيث من المرتقب أن يزور الملك محمد السادس الهند في محاولة للتأثير على القضايا التي تستأثر باهتمام الرباط على الصعيد الدولي، خصوصا قضية الصحراء. وأضافت الأسبوعية الفرنسية ان الملك محمد السادس يبحث عن ربط علاقات صداقة جديدة مع الصين، خصوصا في ملف الصحراء، حيث تتقاسم الصين الى حد بعيد وجهة النظر المغربية حيال هذا الملف. فبكين تفهم جيدا رغبة الرباط لاستعادة صحرائه، واستكمال وحدته الترابية، رغم أن الصين من الدول المنحازة فيما يخص موقف الأممالمتحدة الداعي لايجاد حل سياسي للنزاع المفتعل، كما اصطفت الى جانب أصدقاء المغرب خلال التصويت على القرار الأممي الأخير بشأن الصحراء.