على الرغم من أن الأخبار التي تداولت مساء أمس أفادت بأن الأساتذة المتدربين لن ينزلوا إلى شوارع العاصمة الرباط، بعدما وصلوا إلى اتفاق مع الحكومة التي مثلها والي الرباط عبد الوافي لفتيت، الذي تفاوض مع ممثلي « أساتذة الغد »، وتوج لقاءه معهم بتوقيع محضر يشهد على الاتفاق، إلا أن العاصمة الرباط عاشت اليوم حالة طوارئ غير معلنة. فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم، الخميس، استيقظ الرباطيون على حركة دؤوبة واستثنائية، حيث شهدت أماكن عديدة تواجد كبير لرجال الشرطة والقوات المساعدة وسيارات الشرطة، بالإضافة إلى حواجز أمنية ورجال الوقاية المدنية يملؤون الشوارع الكبرى للمدينة. الساعة الآن تشير إلى السابعة صباحا والمشاهد التالية منقولة من « باب الرواح » مرورا بباب السفراء الذي يقود إلى القصر الملكي، حيث كانت قوات الأمن تملؤ المكان، تحسبا لأية محاولة قد يقوم بها الأساتذة نحو بوابة القصر الملكي، وصولا إلى محطة القطار الرباطالمدينة، حيث القوات المساعدة وعناصر الشرطة بالهراوات يقفون ببوابة محطة القطار وبأسفل المحطة قرب السكة الحديدية لرصد الأساتذة المتدربين في حالة ما إذا أوصلتهم قطارات ربيع الخليع إلى محطة الربا. أما شوارع محمد الخامس وعلال بنعبد الله و الحسن الثاني، فالمشاهد نفسها تتكر، قوات الأمن تملؤ الأمكنة ومنضبطون في انتظار التعليمات من رؤساهم، وسط « دهشة » المارة الذين ظل الكثيرون منهم يتساءلون عما يحدث في العاصمة و دواعي هذا الإنزال الأمني الكبير. وفي حي الليمون، وبالتحديد بشارع جون جوريس، لفتت الحركة الأمنية انتباه المارة والمواطنين. ففيه يقيم رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي يعتبره أساتذة الغد « عدوهم الأول »، لذا فإن الإنزال الأمني فيه كان مكثفا جدا على طوال الشارع و بقرب نقابة الاتحاد المغربي للشغل وغير بعيد عن ثانوية لالة نزهة التي لا تبتعد سوى بأمتار قليلة عن بيت زعيم العدالة و التنمية. حوالي الساعة التاسعة، مرت فرقتين للخيالة تابعة للأمن الوطني من أمام بيت بنكيران في اتجاه شارع محمد الخامس، ولعل الأمر كان « ممتعا » بالنسبة للتلاميذ الذين ظلوا يستمتعون برؤية الخيل مع طرح تساؤلات عن السبب وراء ما الذي يحدث، بل انضاف إلى هذه الخيول كلاب مرودة استعان بها الأمن، فقد كانت شاحنة تقف بجوار بيت ابن كيران تضم كلابا مرودة تابعة لرجال الشرطة ثم وضعها في أقفاص بعدما تبين بأن الأساتذة لن « يحتلوا » الشوارع للاحتجاج. صورة أخرى ثم تداولها على موقع « فايسبوك »، تظهر شاحنة خراطيم المياه التابعة هي الأخرى للشرطة كانت تقف بالقرب من محطة القطار، تداولها رواد « الجمهورية الزرقاء »، والذين عبروا عن استغرابهم واعتبروا بأن « احتجاج الأساتذة المتدربين الذين اعتادوا على النزول إلى الشارع بطريقة سلمية لا يستحق كل هذه الضجة وهذه الاحتياطيات الأمنية ». كانت هذه إذن هي الأجواء السائدة اليوم الخميس بالعاصمة الرباط، والتي استعدت فهيا كل الأجهزة الأمينة للتصدي لمسيرة التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بعدما أصدرت كلا من رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية بلاغا تحذيريا يحذرهم من النزول إلى شوارع الرباط و يشهر في وجوههم ورقة المنع من الاحتجاج.