في أول ظهور له عقب الجدل الكبير الذي أثارته خرجته حول موضوع « الخلافة »، رد الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، محمد العبادي، على من سماهم ب »المغرضين »، الذي جعلوا من « رواية تاريخية » أوردها خلال حديثه في مجلس داخلي وهو يسرد كون إعادة الخلافة « فريضة » على المسلمين، حيث ذكر فيها أن « من لا يسعى لإقامتها يقطع عنقه ». العبادي أوضح في فيديو الرد الذي نشر، اليوم الأربعاء، على قناة تابعة للجماعة على يوتيوب، حيث أشار إلى أن من انتقدوه أخذوا تصريحه « تُكأة ليشنوا عليّ وعلى الجماعة حملة مسعورة. اتهامات لا حصر لها، سيل من السب والشتم والتبديع والتخريف والتضليل والاتهام بالداعشية وما شاكل ذلك »، وفق تعبيره. وأكد الرجل الأول في الجماعة المعارضة أنه « لما يتعمق في نفسه لا يجد ذرة كراهية أو حقد على هؤلاء وعلى غيرهم »، مشيرا إلى إنه عليهم أن يعلموا « أنهم وإيانا أبناء وطن واحد وأبناء آدم، إن لم يجمعنا الإسلام فالأخوة الآدمية تجمعنا. كما توجه إليهم بالنداء، قائلا: « تعالوا لنتواصل، لنتحوار بهدوء وبالتي هي أحسن، لنتفق على ما يمكن أن يجمعنا. فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، فإننا لا نريد لهذا البلد ولكل الناس إلا الخير »، ويضيف: « لأننا نحمل رسالة رحمة لأنفسنا وإلى غيرنا، فنحن جماعة نتوب إلى الله وندعو الناس أن يتوبوا معنا إلى الله عز وجل. كفى من سوء النيات وإلصاق التهم وسوء الظن ». وفي نفس السياق، شدد العبادي على أن « الجماعة منذ تأسيسها وهي رافعة عدم العنف والدعوة إلى الرفق، ولن نتخلى عن هذا الشعار، مهما أوذينا وأن نتعاون على الخير »، معلقا على من « نسب إليه أنه دعا إلى قطع الرؤوس »، بالقول: « عجبا لمن يستشهد بويل للمصلين ». وعاد إلى الموضوع الذي أثار الجدل، وهو الخلافة، مبرزا أنه مفهومه يرفعه الكثير من المسلمين، لكن وفق تصورات مختلفة. وأوضح أن « تصور العدل والإحسان للخلافة ليس كتصور داعش ». وخلال تقديمه لتصور الجماعة للخلافة أوضح قائلا: « لما نتحدث عن الخلافة لا نتحدث عن الخلافة في المغرب. ولا يمكن أن تقوم إلا على أرض المسلمين جميعا. ولا يمكنها أن تأت من فوق. فبيننا وبين الخلافة مسافة طويلة »، يؤكد، مضيفا: « لا بد من أن ننشئ أجيالا ليبرز من بينهم من يتحمل أمانة الخلافة ». كما أبرز العبادي على أن « هذا المشروع ينبغي أن يشتغل عليه المسلمون في مشارق الأرض. إعادة صياغة الفرد وتحرير الأقطار الإسلامية ». أما في المغرب، حسب العبادي، « فدعوتنا هي: تعالوا لنحقق أقل ما يمكن أن يحقق من الحرية والعدالة الاجتماعية. ولعل من أسباب محاربتنا هو دعوتنا إلى العدل وإنكارنا للظلم والاستبداد ». وختم كلمته بالتأكيد على أن جماعته تحرص على المضمون وليس على الشكل، حيث قال « نحن نحرص على الشورى والعدل وفصل السلط وكرامة الإنسان وحقوقه، أما الشكل فلا يهمنا »، وفق تعبيره، مؤكدا: « نحن نريد أن تتوحد الامة بالمحبة ».