يبدو أن نيران الإسلاموفوبيا لن تزداد سوى اشتعالا مع توالي التفجيرات التي توجه فيها أصابع الاتهام للعرب والمسلمين في مختلف مناطق العالم. وتستهدف الظاهرة بالأساس الاعتداء على الجالية المسلمة ببلدان القارة من طرف متطرفين يروجون كونهم مصدر هذه الاعتداءات. فقد حاولت مجموعة يمينية متطرفة أمس الثلاثاء إحراق أكبر مسجد في إسبانيا والذي يقع في قلب العاصمة مدريد، وذلك ردا منهم على ما قالو « اعتداءات الإسلام الراديكالي على أوروبا »، والتي كانت آخرها تفجيرات مطار وميترو العاصمة البلجيكية بروكسيل أمس الثلاثاء، 22 مارس الجاري، والتي أودت بحياة الكثيرين وخلفت مئات الإصابات. وفي الوقت الذي يدعو الكثيرون إلى عدم ربط الإرهاب بأي ثقافة أو دين، قال هؤلاء المتطرفون بأن ما وقع في بروكسيل يتحمل « المسلمون الراديكاليون » مسؤوليته، على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أن عدواه ستواصل الانتقال عبر عواصم أوروبا ومختلف مدنها. وقد أشعلوا النيران بالقرب من مسجد M-30 الذي يقع بمدريد، ورفعوا على مبناه لافتة كبيرة كتب عليها « اليوم بروكسل، صباحا مدريد؟ »، كما رحبوا بالجهاديين مؤكدين استعدادهم للرد بأقسى الأفعال. وهاجم هؤلاء اليمينيون المسجد السالف ذكره، بدعوى كونه موال لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف ب »داعش »، حيث استندوا إلى تقارير أمنية تؤكد أن المسجد يبعث بتمويلات مالية مهمة شهريا للتنظيم. وقال التقرير الذي اطلعنا على مختصره بأن المسجد يخضع لسيطرة سلفيين متطرفين يجمعون هبات وصدقات تقدر ب10 أورو شهريا يقدمها منخرطو جمعية المسجد حيث تذهب نسبة كبيرة منها إلى داعش، وفق ما أورد المصدر نفسه. يذكر أن التفجيرات التي حدثت أمس ببروكسيل خلفت ما يزيد عن 30 قتيلا ومصابين، عدد منهم في حالة خطيرة. وقد أعلن « داعش » تبنيه للاعتداءات، كما نجح الأمن البلجيكي في تحديد هوية الواقفين وراءها، حيث تم اعتقال بعضا منهم في ما يزال آخرون رهن الأبحاث الأمنية.