تم أمس الثلاثاء خلال لقاء نظم في فاسا (غرب فنلندا) حول مستقبل الطاقات المتجددة في افريقيا، إبراز التجربة المغربية الرائدة في مجال الطاقات المتجددة . وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد قال سفير المملكة في فنلندا، محمد أرياض، إن قصة نجاح التجربة المغربية ترتكز على استراتيجية وطنية للطاقة تهدف إلى تأمين التزود بهذه الطاقات من خلال تبني التنمية المستدامة. واعتبر أرياض أن « المغرب يوفر مع موارد الطاقة الشمسية الوفيرة والموقع الاستراتيجي في قلب ملتقى طاقي، العديد من فرص الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة، وذلك تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ». وفي هذا السياق، أكد أن مخطط العمل هذا مكن المغرب من القيام بعملية انتقال طاقية بارزة من خلال وضع العديد من البرامج الرامية إلى الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وحماية البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الصدد، ذكر أرياض بإنجاز محطة « نور 1 » للطاقة المتجددة التي تعد أكبر مصنع للتوربينات في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 160 ميغاواط من الكهرباء. وقال إن الأمر يتعلق بخطوة هامة في إطار تنفيذ مشاريع كبيرة للطاقات المتجددة، وذلك تماشيا مع هدف زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني بنحو 42 في المائة في سنة 2020 ونحو 52 في المائة سنة 2030. من جهة أخرى، اغتنم الدبلوماسي المغربي الفرصة على حث المقاولات الفنلندية على الاستفادة من هذه الإمكانات الكبيرة التي يتيحها المغرب من خلال إقامة شراكات مع الفاعلين الاقتصاديين المغاربة لتعزيز حضورهم في هذا القطاع الواعد. كما جدد التأكيد على التزام المملكة بتبادل خبرتها وتجربتها في مجال الطاقة الخضراء مع الدول الصديقة في إفريقيا جنوب الصحراء، مذكرا بأن المغرب يطمح أيضا إلى تعزيز التكامل الإقليمي من خلال الانفتاح أكثر على أسواق الطاقة الأورومتوسطية وملاءمة التشريعات . من جهتها، أبرزت ميساء فتيتي، المسؤولة في المركز التكنولوجي « ميرينوفا »، الجهة المنظمة لهذا اللقاء ، أهمية قيام المقاولات الفنلندية العاملة في مجال الطاقة بالاستثمار في المغرب، « البلد الذي يخطو خطوات عملاقة في هذا المجال ». وقالت فتيتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذا اللقاء الذي يندرج في إطار « إنيرجي ويك »، الحدث الأكبر من نوعه في فنلندا، إنه حان الوقت للمقاولات الفنلندية لتعزيز وجودها وأنشطتها في إفريقيا، وخاصة في المغرب الذي يعد نموذجا ناجحا في مجال تطوير الطاقات النظيفة. ويهدف هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة أكثر من 160 شخصا، إلى تسهيل إقامة شراكات بين المهنيين في هذا القطاع بفنلندا ونظرائهم القادمين من العديد من البلدان الصاعدة، وعلى الخصوص من إفريقيا وآسيا.