شيع عشرات المواطنين والمقيمين يوم أمس الخميس، امرأتين سعوديتين قُتلتا بساطور على يد عاملة مغربية تعمل لديهما، في منزل بحي الشفا في الرياض، صباح (الأربعاء) الماضي، ما أحدث ردود أفعال واسعة في أوساط المجتمع الذي ندد بجريمتها، وطالب بتنفيذ أقصى العقوبة في حقها، فيما لا تزال شرطة منطقة الرياض تحقق في وقائع الجريمة، في حين أفادت اختصاصية بأن العاملة قد تكون « مسحورة » أو مصابة بمرض نفسي. وأوضح ابن المغدورة أن العاملة تحمل الجنسية المغربية (في العقد الخامس)، وأقدمت على قتل أخته (في العقد الثالث) ووالدته (في العقد الثامن) أثناء نومهما، في حين لم يكن أحد في المنزل سواهما. وقال في حديث لصحيفة « الحياة » اللندنية: « شاهد عدد من سكان الحي المجرمة بعد خروجها من المنزل، وعلى ملابسها آثار الدماء، وقاموا بالإبلاغ عنها وتم القبض عليها من الدوريات الأمنية وتم استجوابها وتسجيل اعترافاتها وصُدّقت من هيئة التحقيق والادعاء العام، وسيصدر بيان من شرطة الرياض في هذا الشأن »، مؤكدا عدم صحة ما يتم تداوله من معلومات ومقاطع فيديو عن الحادثة. وأفاد بأن العاملة لم تتجاوز مدة عملها في المنزل شهرين، منوها إلى أنها كانت تحظى بمعاملة راقية وودودة، كما كان لها أوقات عمل محدودة، مضيفا: « يبدأ وقت راحتها من بعد المغرب إلى صباح اليوم التالي، ولم يتم إيذاؤها أو معاملتها بقسوة أو إهانة، كما أننا لم نلحظ على العاملة أي مشكلات نفسية أو أعراض غير طبيعية ». وأكدت مصادر مقربة للعائلة المغدورة ل « الحياة »، أن الأسرة التي تعمل لديها الخادمة تُعرف بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة وحسن التعامل مع الغير، وجميع من حولهم يشهد لهم بالخير والصلاح، مشيرة إلى أن الابنة المغدورة لا تعمل وغير متزوجة وتعيش مع والدتها المسنّة في المنزل، مضيفة: « على رغم أن العاملة المغربية لم تتجاوز الشهرين في العمل لديهما، إلا أنها فاجأتهما في صباح يوم الجريمة بارتكاب فعلتها في الاثنتين معا بالساطور، وسط ذهول واستغراب جميع من علم بالحادثة ». بدورها، أفادت عضوة هيئة التدريس في جامعة الإمام، المشرفة على البرامج النسائية في المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية الدكتورة سهام العزام، بأن العاملة قد تكون مصابة بمرض نفسي أو بشيء من السحر، لافتة إلى أن أعراض المرض النفسي تتشابه مع السحر، مشددة على ضرورة الاهتمام بوضع الضوابط والشروط لمكاتب استقدام العمالة المنزلية، وإلزامها بمنح العاملات دورات تدريبية لا تقل عن شهر توضح القوانين واللوائح المعمول بها في المملكة والعادات والتقاليد، أو توفيرها عبر كتيبات توزع عليهن أثناء وصلوهن مطارات المملكة. وقالت في حديثها ل « الحياة »: « معظم الحوادث تقع من العاملات خلال فترة وجيزة من وصولهن؛ الأمر الذي يتطلب من الأسرة أن تكون قادرة على التعامل مع العاملة بحسب ما تمليه تعاليم الدين إضافة إلى القوانين والأنظمة المتّبعة، مع أهمية بحث الوضع النفسي خلال شهر من قدوم العاملة المنزلية، للتحقق من مدى قدرتها على العمل من عدم ذلك ».