طفولتي الأولى عشتها في مراكش، تقول عائشة الشنا ل »فبراير » في إطار سلسة حوارات أنجزناها احتفاء بنساء المغرب، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وقالت السيدة الرمز في عالم تضحيات نساء المغرب، أن والدها توفي في سنة 1945، بسبب مرض السل الذي لم يكن له علاج حينها كما هو الشأن بالنسبة لأختها. مأساة حقيقية عاشتها الطفلة الشنا منذ أن فتحت عينها على الحياة، قبل أن تشاء الصدف أن تدرس في مؤسسة فرنسية، وتضيف في قلب هذه المعاناة كيف سعدت كطفلة بمعطف استثنائي.. حكاية معاناة ممزوجة بالتحدي في سبيل الوصول للأهداف التي رسمتها منذ الطفولة ... حيث ركبت الحافلة البسيطة من مدينة مراكش إلى البيضاء لتقصد خالتها طلبا للدراسة والتحصيل العلمي، وتستمر الشنا في سرد مسار الحياة المتعب والرائع في جوانب أخرى، أوصلها إلى المجد الذي يتداوله الكثيرون في العالم، ويمكنكم أن تستمعوا إلى كثير من التفاصيل المثيرة والممتعة والمؤلمة لسيدة مغربية لا تشبه الكثيرين … واجهت السرطان وشفيت منه، وتواجه العقليات المتحجرة التي تنظر إليها وإلى عملها نظرة قاصرة، وتحظى باحترام المارة وهم يلتمسون منها الوقوف في الشارع ليقبلوا يدها ويطلبون لها التوفيق.. هدفها أن نصل يوما إلى بر الأمان، حيث لا تقع المغربية في فخ حمل غير مرغوب فيه، وهي تعض بالنواجد على التربية الجنسية.. تصرخ كي لا تتكرر مشاهد مواليد أجهضت ورمي بها في قمامات الأزبال، وأن لا تتخلى أمهات عن مواليدهن، وأن لا يفلت آباء من مسؤولية أبناء يقضون حياتهم بحثا عن هوية ضائعة.. إن لها فلسفة بسيطة تكره فيها أي استغلال سياسوي لقضية أطفال متخلى عنهم، تحذر أنهم يشكلون قنبلة موقوتة، قابلة للانفجار في أية لحضة.. الحديث معها ذو شجون، وقد أصرت على أن تحكي قصة حلم شغلها ويرسم خارطة طريقها، حينما حلمت بسيدة أشبه بمريم العذراء، فاستمعوا لقصتها من البداية إلى النهاية.