خرج الأحد 29 أبريل 2012 حوالي أربعمائة بيضاوي بإتجاه ساحة الحمام، وفي يد كل منهم كتاب على الأقل، استجابة لصفحة "نوض تقرا"على الفيس بوك، دعت للاحتفال باليوم العالمي للكتاب، وهي الدعوة التي استجاب لها عشر مدن أخرى. ولبى الدعوة العديد من الوجوه المعروفة للمشاركة في تظاهرة البيضاء، منهم ممثلون ومخرجون وصحافيون وسياسيون، وزعت كتب بأثمنة رمزية وأخرى بالمجان، من دعم أحد دور النشر البيضاوية، بحيث طالع البيضاويون كتبهم لمدة ساعة، وتبادلوا الكتب وتناصحوا بعناوين أحبوها وتعارفوا بينهم، وتفرق الجميع راضين بعد أن هزوا ساحة الحمام بصرخة واحدة:"واحد جوج ثلاثة "نوض تقرا" طار من على إثرها الحمام الزاجل قبل أن يعود ليرفرف فوق ساحة تحلقت حولها سيارات الأمن الوطني دون أي عنف أو استفزاز أو زرواطة. بحيث ظلت قوات الأمن تتابع التظاهرة الثقافية دون أي خطوة تعيد إلى الأذهان تجربة الزرواطة في مواجهة الكتاب التي أدت إلى إصابة بعض القراء.
نفس الأمر حدث في فاس والراشيدية وأكادير وطنجة (تحت المطر) ووجدة والمضيق والقائمة تطول، في أكبر حدث للقراءة في تاريخ بلادنا، أما كلفة هذه المبادرة فكانت صفر درهم، ودون أي دعم من الدولة، فيما يجعل الناس تتساءل:"لاش كتصلح وزارة الثقافة واتحاد كتاب المغرب والشعراء.. وكل تلك الهيئات التي تتعيش على المال، دون أن تستطيع يوما القيام بحدث من هذا الحجم."
قراء مدينة الرباط لم يكونوا محظوظين مثل رفاقهم في بقية المدن، فقد طاردتهم قوات التدخل السريع ولاحقوهم بعبارات السب والقدف والركلات من ساحة البريد، ولجأت مجموعة منهم لمدرجات مقهى كاريون.
حدث "نوض تقرا" البارحة يبشر بفعالية للأفراد، بعيدا عن انتظارية وزارة الثقافة وباقي الوزارات التي يفترض فيها أن تعيد الاعتبار للكتاب في المغرب، وقد اعتبر مجموعة من منظمي هذه الحملة في تصريح ل"فبراير.كوم" أن الهدف من "نوض تقرا" هو خلق نوع من المصالحة بين المواطن المغربي والكتاب، ولذلك قرر المنظمون التوجه إلى أعرق الساحات العمومية في الدارالبيضاء. فمن خلالها بعث منظموها مجموعة من الرسائل إلى الجهات الساهرة على الشأن الثقافي في المغرب.