أسر قلوب الملايين من عشاقه بحركاته المتناسقة وزيه التقليدي المغربي المتميز، فانتزع لقب « مايسترو » فن « أحيدوس ». موحى ألحسين، الذي انتقل فجر هذا اليوم الجمعة 19 فبراير 2016، إلى دار البقاء بعد معاناة مريرة مع المرض ، ترك إرثا ثقافيا وفنيا عالميا لايعوض بعدما نجح في نقله إلى العالمية. رأى المايسترو موحى ألحسين النور بإقليم خنيفرة عام 1916. اشتغل راعيا للأغنام وعمل في حرث الأرض، كما التحق بكتيبة الجنود المغاربة في عهد الحماية الفرنسية وشارك في الحرب العالمية الثانية، وانخرط بالمقاومة الوطنية ضد الاحتلال، كما لم يرضخ لإغراءات المنصب عندما عرض عليه منصب قائد منطقة بالأطلس المتوسط. تزوج ثلاث مرات وعلى ذمته اثنتان بعدما توفيت الأولى، وله منهن ستة أبناء وأحفاد. عرف عن موحى ألحسين عشقه وارتباطه بالطبيعة، يمتح منها حركاته التي يأسر بها عشاقه ومحبيه في مختلف المحافل الوطنية والدولية. استطاع موحا ألحسين أن يحلق عاليا بفن أحيدوس في أمريكا، مما دفع بالرئيس الأمريكي الأسبق »رونالد ريغان » إلى أن يقترح عليه الإقامة في أميركا، كما يعود إليه الفضل في نقل فن « أحيدوس » إلى العالمية، حيث جابت الفرقة التي كان يقودها جل الدول الأوروبية واليابان والصين والولاياتالمتحدة الأميركية، ودول الخليج وإفريقيا. يعرف عن فن « أحيدوس » أنه فن لصيق بالطبيعة ومكوناتها، خصوصا وأن ولد في منطقة الأطلس المتوسط، المتميزة بمناظرها الطبيعية. يتزين الرجال والنساء بملابسهن التقليدية فيشرعون في أداء رقصات عبر دوائر وأنصاف دوائر أو على شكل صفين متقابلين في تناسق وانسجام تام وتلاحم، على إيقاعات الدف « البندير ». قام موحى ألحسين بجولة فنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية للمشاركة في المجمع الترفيهي « ولت ديزني » عام 1984، فأعجب الرئيس « رونلد ريغان » بأداء فرقة أحيدوس فاقترح على المايسترو الإقامة في أميركا، غير أن كريم العمراني، الوزير الأول المغربي آنذاك، أخبر الرئي الأميركي إن المغرب محتاج إلى فنانه الشعبي أكثر للترويج لصورة المغرب، الفنية والحضارية. رفض المايسترو أوراق الإقامة الدائمة في الولاياتالمتحدة الأميركية لمدة خمس سنوات، وفضل العودة إلى وطنه الأم المغرب، حيث وصل مسيرته الفنية بجد وحيوية إلى أن أقعده المرض في مستشفى الشيخ زايد بالرباط قبل أن يسلم الروح الى بارئها مخلفا أرثا فنيا وثقافيا ستتوارثه الأجيال عن أجيال..رحم الله المايسترو موحا ألحسين.