بلغ الانقسام السياسي في لبنان مستويات غير مسبوقة إلى درجة أن مجلس النواب الذي سينتخب رئيس الجمهورية لم يفلح في ذلك بعد عقده لخمس وثلاثين جلسة من أجل ذلك كلها باءت بالفشل. وكان البرلمان قد أرجأ في جلسة الخميس الماضي لانتخاب الرئيس إلى اليوم الاثنين، لكن عدم اكتمال النصاب مجددا أنهى المجلس على إيقاع الإرجاء، حيث أشار بيان التأجيل الذي تلاه أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب أن موعد الجلسة المقبلة هو بداية مارس المقبل. وجاء في البيان: « بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، أرجأ رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة ظهر اليوم إلى بعد ظهر يوم الأربعاء الواقع في الثاني من آذار/مارس ». ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في شهر ماي 2014، لم ينجح البرلمان اللبناني في توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس البلاد، والذي يتطلب حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 128 نائبا. النصاب إذن هو 86 وهو ما لم يحضر منه في جلسة الاثنين سوى 58 نائبا. وتوجد بالبرلمان قوتين كبيرتين، واحدة موالية لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومدعومة من السعودية، وهي 14 آذار، فيما قوى 8 آذار الموالية لحزب الله معروف بأنها مدعومة من طرف سوريا وإيران، وهناك كتلة ثالثة وسط بينهما يقودها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، لكن الأغلبية المطلقة لا يمتلكها أي طرف، وهو ما يرجح استمرار الأزمة نفسها لشهور أخرى، حسب متتبعين.