لو كنت مكان السيد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، لاستقلت مباشرةً بعد ما حدث له بالأمس بشارع محمد الخامس. فالسيد رئيس الحكومة لم يعد يكتفي بخلق الفرجة على قنوات التلفزة ووسط البرلمان، بل أصبح يبحث عن الفرجة في الشارع. ولو كنت، يا رئيس الحكومة، قد أديت الأمانة ولم تخيب ظن الشعب، لاستقبلك المعطَلون والشعب بالورود أين ما حللت وارتحلت. لكنك للأسف وبعد أن كنت تمشي في الأسواق مثل عامة الناس، أصبحت الآن تمر خلسةً. ما حصل بالأمس لرئيس الحكومة كاف لتقديم استقالة الحكومة، التي خيَبت ظنَ المغاربة وقتلت حلمهم بالتغيير وعيش الأفضل. ولو كنت عادلاً ومنصفاً، يا رئيس الحكومة، لما اضطر « البوليس » لركل الشباب والشابات ك »البهائم » لتمر سيارتك الفاخرة وسط شارع محمد الخامس. لو كنت عادلاً يا بنكيران لسمعت التصفيقات بالأمس بدل صافرات الاستهجان. أستغرب كيف استطعت النوم، يوم أمس، بعد أن رأيت بأم عينك قوات الأمن تستعمل كل ذلك العنف لتخليصك ! وهل هذه هي العدالة التي وعدت بها هؤلاء الشباب في يوم من الأيام ليصوتوا على حزبك ؟! أم أن أمر هؤلاء الشباب لا يهمك يا من تذكر الله ونبيه في كل خطاب ؟ هل وصلت بك السلطة إلى حد « سلخو ولاد الشعب باش ندوز » ؟ ثم لماذا يقرر السيد رئيس الحكومة المرور بشارع محمد الخامس وهو يعلم مسبقاً بأن الشباب المعطَل يتظاهر فيه ؟ أ كان السيد رئيس الحكومة يبحث عن بطولة ذهبت مع القرارات المتهورة للحكومة ؟ هل كان يظن بأن المعطَلين سيستقبلونه بالورود والزغاريد ؟ خاب ظنك يا رئيس الحكومة وعرفت الآن حجم الكره وخيبة الأمل الذي زرعته في صدور هؤلاء الشباب. قضية المعطَلين هي قضية وطن، ليس لأنهم يستحقون التوظيف المباشر أو لأن البلاد مجبرة على تشغيلهم. الدولة غير ملزمة بتشغيل أي أحد في القطاع العام، لكن بعد أن وقعت الحكومة السابقة محضر « 20 يوليوز » أصبحت الدولة المغربية ملزمة بتشغيل هؤلاء الشباب حفاظاً على هيبة الدولة، واحتراماً لمن سبقك على كرسي رئاسة الحكومة أ سي بنكيران . قضية المعطلين قضية عادلة اليوم، ولا تنسى أسي بنكيران بأنك لن تدفع أجورهم من جيبك أو من ميزانية حزبك. ستدفع أجورهم من أموال ضرائب المغاربة، والمغاربة لا يرضون بأن تنقض الدولة عهودها مع مواطنيها. كان عليك يا سيدي رئيس الحكومة بأن تلجأ إلى القضاء قبل أن تقرر، لكن وقد انتزع المعطلون حكما قضائيا لصالحهم فما عليك سوى أن تنفذ الحكم وتكون مثالاً للالتزام بالقانون. عليك أن تستقيل أسي بنكيران، لأن ما حدث بالأمس لا يمثل فقط رأي المعطلين، بل هو نفس الاستقبال الذي كنت ستلقاه في أي حي هامشي من أحياء هذا البلد. هناك حيث يعيش المغاربة وسط التهميش والفقر والأمراض، ولم يلمسوا أي شيء من حكومتك البورجوازية سوى الزيادات. لخبار فرسك دابا أسي بنكيران.