اصبحنا نستيقظ في كل صباح على فاجعة جديدة تحصد الآلاف؛ اصبحنا نتأثر لدقائق ليمر يومنا بشكل عادي في متابعة المسلسلات و مشاهدة البرامج الغنائية. الإرهاب لا دين له لا جنسية ولا هد ف الارهاب ضيف ثقيل مشوه الملامح؛ يدخل من الباب دون ان يستأذن احد قد يخطف أقرب شخص لك و قد يخطفك انت، بينما كنت منشغلا بتحضير الشاي له. الإرهاب قد يكون غريبا عنك قرأت عنه في الصحف فقط و قد تكون معرفتك به، كلفتك حياتك او خسرت جرائها حبيبا،صديقا او قريبآ. الارهاب لا ينظر خلفه ابدا، سيتفاجأ حين ينظر لعدد الكثلى و اليتامى والجرحى، سيتفاجأ حين ينظر لجروح لازالت تنزف بسببه و لن تشفى بمرور الزمن. لن يحزن لحزن طفل على والده مات بالخطأ وهو يعود من عمله في عملية إرهابية ، لن يفهم بكاء ام على ابنها بعد ما انضم لخلية ارهابية و مات في تفجيرات 2003 الارهاب اخترقت رصاصته بطن ام حامل ليحرم الجنين من رؤية نور الحياة و نور وجه التي حملته تسع شهور ، الارهاب حرم عروس من عريسها بعد حب دام لسنوات لم يكتمل بالزواج. ضحايا الارهاب ربما اكثر من سكان العالم، يترك ذكريات بشعة و آثار عميقة في النفوس، الارهاب قد يموت يوم ما و ينتهي هذا الكابوس لكن ماترتب عنه من معاناة و آلام لا يموت بل يرسخ في الذاكرة و يعلق كحبة أسبرين في قعر كأس.