هكذا كان السؤال: كيف صدر قرار بشن حملة التطهير؟ وهكذا كان الجواب الذي جاء على لسان محمد زيان:"إدريس جطو هو من أقنع الحسن الثاني بفكرة الحملة، ولم يستطع محمد القباج الذي كان حينها وزيرا للمالية أن يعترض عليها، لأنه كان ضعيفا، ذلك أن جطو أقنع الحسن الثاني بأن تلك الحملة ستمكن من توفير 80 مليار دولار، بعد مصادرة أملاك المعتقلين وعائدات التهريب، لكن ذلك كان مجرد وهم، يقول زيان في الحلقة 15 من مذكراته المنشورة في يومية المساء في عدد الثلاثاء 24 أبريل الجاري. ويضيف زيان في نفس السياق أن عدد المعتقلين المظلومين بلغ 96 في المائة، وأنه قال لعبد اللطيف الفيلالي الذي كان يشغل منصب الوزير الأول في تلك الحكومة:"لو كنت مكانك وزيرا أول لقمت بتكسير أسنان وزير العدل أمالو"، والذي قال في اجتماع للمجلس الحكومي "ها هو خويا إدريس في إشارة إلى إدريس البصري إذا قال لي نطلق سراحهم نطلق سراحهم في الحين". وكشف زيان في محور آخر عن كواليس تأسيس الاتحاد الدستوري قائلا:"كان مستشار الحسن الثاني أحمد رضا كديرة يحلم دائما بتأسيس حزب ليبرالي في المغرب، وهذا كان الدافع وراء خلق الاتحاد الدستوري الذي كان يرمي إلى ترسيخ الفكر الليبرالي في البلاد ... واتفق الجميع على أن المعطي بوعبيد هو الرجل المناسب للمهمة"، قبل أن يختم هذا المحور