خلال أسابيع قليلة فقط انتقلت فتاة أردنية محجبة من حي القويسمة الفقير، شرقي العاصمة الأردنيةعمان، إلى أكبر المسارح العربية شهرة، دون أن تثير أي جدل بسبب حجابها والتزامها في اللباس على مدار 14 أسبوعا من المشاركة في برنامج المسابقات الشهير «أحلى صوت». تغيرت المعطيات فجر الأحد عندما حصلت الأردنية الشابة نداء شرارة على لقب المسابقة. رغم أنها مجرد شابة موهوبة وصغيرة في السن تحب الغناء والطرب وترتدي الحجاب في الوقت نفسه، تحولت الفتاة إلى رمز لنقاش عاصف وغير مسبوق يتعلق بالمظاهر الدينية والاجتماعية، من جهة، وبعدم رفعها للعلم الأردني، من جهة ثانية، إضافة إلى اتهام خفي لها وفقا لنظرية المؤامرة بدور للولايات المتحدةالامريكية في فوزها، من خلال سعيها، حسب نظريات بعض النشطاء الأردنيين إلى ولادة أول مطربة وفنانة محجبة في العالم الإسلامي. هجمة شرسة تعرضت لها النجمة الشابة على وسائط التواصل، وفي بعض المواقع الإلكترونية مباشرة بعد فوزها وليس قبله. انتقدها كثيرون باعتبارها تسيء للحجاب الإسلامي. وتحدث آخرون عن جزئية لا تخصها أصلا من وزن عدم رفعها للعلم الأردني. ووجدت هذه الشابة الفقيرة التي تواجه أصلا ظروفا عائلية مرتبكة نفسها بين عمالقة للفن يقدرون صوتها ونجوميتها مع ملايين الأصوات التي ساندتها والعديد من الاتهامات السياسية والجهوية التي تحض على الكراهية في الوقت نفسه. شرارة الموهوبة غادرت إلى بيروت أملا في الحصول على فرصة مشاركة في البرنامج الشهير بدعم من والدتها وجدها وأحد أعمامها. والدها وهو نمر شرارة في الخمسينيات من عمره وابنته من عائلة من ذوي الدخل المحدود، وهي حاصلة كما علمت « القدس العربي» على درجة الدبلوم بسبب ظروف اقتصادية أصلا. غياب والدها المبكر دفع مدربتها الفنانة شيرين للكشف علنا بعد فوزها عن عدم تضامن والدها الغائب، لكن الرجل وعندما تواصلت معه «القدس العربي» عبر عن تقديره ليس فقط لموهبة ابنته ولكن لرعاية فنانة كبيرة مثل شيرين لها. شرارة الأب قال إنه يقدر الفن ومستمع قديم تحديدا للمطربة شيرين. وكشف النقاب عن خلاف عائلي بسيط تم تجاوزه الآن ودفعه لعدم التواصل مع ابنته خلال مشاركتها في البرنامج في وقت مبكر، مشيرا إلى أن رحلة ابنته الأولى للمشاركة في لبنان تمت بدون التشاور معه ولأسباب عائلية، وأن ذلك قد أزعجه في البداية ودفعه لعدم التواصل مع ابنته التي كانت برعاية شقيقه والعائلة مما دفعه للاطمئنان. الأب تحدث عن خلاف بسيط إجرائي «بسبب سفر ابنته بدون إبلاغه ليس أكثر ولا أقل»، مبديا شعوره بالاعتزاز بابنته وموهبتها خلافا لكل التكهنات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام، واصفا ابنته بأنها مثال حي للالتزام والسلوك القويم، ورافضا الإقرار بوجود خلافات معها أصلا. الأب كشف ايضا بأن ابنته لم تحظ بأي دعم رسمي، و»أن الإعلام الأردني قد تجاهلها للأسف»، وهي مسألة سبق أن اشارت لها مدربتها المصرية شيرين عندما طالبت قبل نحو أسبوعين الملكة رانيا العبد الله بدعم ممثلة الأردن في المسابقة إياها. الملكة رانيا شخصيا وفجر الأحد كانت أول من هنأ الموهوبة الشابة، في الوقت الذي بدا فيه الحديث عن تفويزها بقرار أمريكي غريب وعصي على الفهم وعبثي برأي عضو البرلمان محمد الحجوج.