أكد حلمي الأعرج، مدير مؤسسة حريات لحقوق الإنسان بفلسطين، أن الأسرى الفلسطينيين يعيشون في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي أوضاعا صحية استثنائية، قلما يعيشها أسرى أو معتقلون في مناطق أخرى من العالم. وحسب مئات الشهادات والقصص القاسية، التي تروي تفاصيل سوء الظروف المعيشية، وبشاعة التعامل الإسرائيلي مع القضايا الإنسانية، فإن صور معاناتهم متعددة والانتهاكات بحقهم كثيرة. وأضاف الأعرج في مداخلته خلال الندوة الثانية في ورشة عمل إعلامية، اليوم السبت، بتونس العاصمة، بعنوان » أسرى فلسطين بعيون الإعلام »، أن الشهادات وقصص الأسرى الفلسطينيين بمجموعها، تؤكد أن الملف الطبي للأسرى، هو الأكثر إيلاما وإلحاحا من باقي الملفات، خصوصا مع تصاعد الاعتقاد، باستخدام سلطات الاحتلال أجساد الأسرى، حقول تجارب للأدوية الجديدة. وقال حلمي في هذا الصدد: « إذا كان الحديث يدور عن ألف تجربة عام 1997، بزيادة قدرها 15 في المائة سنويا، فاليوم يدور الحديث عن أكثر من ستة ألاف تجربة سنويا، في وقت لم تنف فيه إسرائيل ذلك، ولم تعلن رسميا عن توقفها ». وأوضح أنه اليوم يتكدس في السجون الإسرائيلية أكثر من 1600 أسير فلسطيني، يعانون من أمراض مختلفة؛ مثل أمراض القلب، والسرطان، والفشل الكلوي.. بينهم من هم في حاجة إلى إجراء عاجلة. وتطرق الأعرج إلى ما وصفه بسياسة الإهمال الطبي المتبعة في السجون، والتي تجعل من الأمراض البسيطة مزمنة وخطيرة؛ إذ صرح: « هذا ما يجعلنا نجزم بأن هناك منظومة من العوامل وسلسلة من الإجراءات المتعمدة، تستهدف إلحاق الأذى بصحة وحياة الأسرى بشكل متعمد، وبأن الإهمال الطبي هو الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة المؤلمة ». وختم الأعرج حديثه بالتركيز على دور الإعلام المهم في دعم قضية الأسرى، وحقهم في انتزاع حقوقهم الأساسية، وتحسين شروط حياتهم داخل الأسر كمقدمة لتحقيق حلمهم بالحرية، واطلاع العالم على مجمل مناحي الحياة الاعتقالية المأساوية في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن الإعلام القوي يحتاج إلى توثيق علمي تراكمي، ولا أهمية للتوثيق والإعلام إن لم يتجاوز دوائر وأوساط الضحايا، ويؤثر على الآخرين ويشكل رأيا عاما داعما ومساندا لحقوقهم العادلة.