نساء في حياة القذافي: هو عنوان كتاب صدر باسم خليل عبد السيد، حاول من خلاله أن يرصد علاقة الديكتاتور المقتول بالمرأة. الكتاب، الذي تنشر أهم ما ورد فيه "فبراير.كوم"، لا يخلو من غرائب ترسم جزءا من ملامح رجل لم تفك كل طلاسم شخصيته الغرائبية. الراهبات الثوريات في عام 1972 شن العقيد معمر القذافي هجوما شديدا ضد المرأة، وفي لقائه باتحاد المرأة في القاهرة في ذلك العام وصف العقيد المرأة بأنها كالبقرة التي " قدر لها ألا تفعل أكثر من الحمل والولادة والرضاعة". لم تكن هذه التصريحات هي الأولى من نوعها ولكن سبقتها مقولات متناثرة عبر مائدة الحوار التي أعدت في جريدة " الأهرام" المصرية مع كبار الصحفيين وأعضاء مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالجريدة. وكان الانطباع السائد في ذلك الوقت يؤكد أن موقف القذافي من المرأة، لا يتعدى في أحسن الأحوال من موقفه من حيوان أليف. لذلك فقد كانت دعوته لإنشاء مجموعة الراهبات الثوريات بعد أقل من عشر سنوات على تصريحاته هذه بمثابة حركة بارعة للانتقال من كوكب الأرض إلى المريخ. كانت فكرة العقيد تنحصر- على ما يبدو- في إنشاء معمل عسكري لتفريخ راهبات ثوريات لحماية الثورة في ليبيا. إلا إنها خطوة ابتعدت كثيرا عن معطيات الواقع الليبي، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار طبيعة المجتمع البدوي. لذلك كان من الطبيعي أن يقف المجتمع ضد هذه الدعوى وألا تلقى آذانا صاغية فيما عدا القليل من الفتيات الليبيات. وكما وقف المجتمع بتقاليده وأعرافه ضد انخراط المرأة في العمل السياسي، فقد كان من الطبيعي أن تكون وقفته أشد ضد رهبانية المرأة، التي يحرمها الإسلام. بعد ثلاث سنوات من إعلان القذافي عن رغبته في إنشاء وحدة الراهبات الثوريات، انضمت لراهبات الثورة أسماء معروفة مثل عائشة جلود أمينة اللجان الشعبية في بلدية الجبل الأخضر وهي أول راهبة ثورية، كذلك هدى بن عامر.. وقام عدد منهن باقتحام مدرسة الزاوية الثانوية للبنات في محاولة لتجنيد أكبر عدد من الفتيات لينضممن إلى جيش الثورة الليبية، لكن أولياء الأمور تصدوا بقوة لهذه المحاولة التي لم تسفر عن مزيد من ابتعاد الفتيات في ليبيا عن هذه الفكرة..